الفراغ والحر...
دوَّامة تلف الإنسان.. تذكِّره بساعات الزَّحمة، واكتظاظ اللَّحظات وتأوُّهاته بحثاً عن لحظة فراغ، عن لحظة راحة؟!
دوَّامة تلف به ليخرج عن دائرة العنف في اصطلاء الأتون
يتقلَّب الإنسان...
يذهب إلى أين؟ يعود من أين؟
فإمَّا إلى المطار، وإمَّا إلى البحر، وإمَّا إلى الاستراحات، وإمَّا إلى أن يدسَّ نفسه داخل حجرة مكيَّفة عالية البرودة يختلي بكتاب، أو بجهاز تلفاز،
ربَّما يحتاج لأن يعيد في الواقع ترتيب تفاصيله المبعثرة في كلِّ مكان وهي فرصة سانحة.
فلا فراغ، ولا صيف...
المواسم تعبر قسراً، هي جزء من تركيبة الحياة الطبيعية، لا يتعطّل بها ولا من أجلها طموح، ولا تفتر لها ولا بها همَّة..
دوامة من الأفكار تلفُّ الإنسان...
إن فكَّر ملياً...
سوف يحمل على ذاته، سيجد أنَّها لحظات مناسبة كي ينتهزها فيسد ثغرات وفجوات لم يكن يستطيع أن يسدَّها في لحظات الزَّحمة والاكتظاظ...
يملأ ورقة، ويمحو عملاً، ويزور بعد قطيعة، ويتفقَّد بعد هجر، ويصل بعد قطع، ويرمّم بعد إهمال، وينام بعد سهر، ويتفكَّر بعد غفلة، ويحاسب بعد تفريط، و... ويفسح للدوَّامة أن تنفرج... ليجد أنَّ وقت الإنسان هو ذاته.
|