Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من خلاصة التفكير من خلاصة التفكير
بقلم أحمد زيد الخيال

عالمنا الحاضرمن اتباع الهوى والشيطان والباحث بنفسه عن المتاعب والهلاك، لهذا فكله من حطب جهنم إلا ما شاء الله ممن شهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، وعمل بموجب قواعدها وتطبيق أوامرها ومعانيها، مع أن الذي يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قلة، في هذا الوجود اذا قارناهم بعدد العالم، وحسبما جاء في السنة ما هو معناه كل أهل الشر والفتن من اتباع الشيطان في النار الا ما كان على مثل ما عليه رسول الله وأصحابه فالمرء يعمل عمل اهل الخير حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا قليل فيعمل عمل أهل السوء فيدخل النار، كما ان المرء يعمل عمل اهل السوء حتى ما يكون بينه وبين النار الاقليل فيعمل عمل أهل الخير فيدخل الجنة، ولهذا فأهل الخير لهم سمات الخير، أما أهل الشر فلهم سمات أهل النار باتباع شهواتهم وأهوائهم فيقودهم الشيطان الى نار جهنم، ومن اعمال أهل النار الحسد والحقد والنميمة والوشاية وحب إيذاء المسلم والاضرار بالغير والشرك بالله، والاساءة للجار.
ان عالمنا اليوم عالم مادة وليس بعالم عبادة واخلاص، اذ المادة قد استقطبت قلوب الناس حتى أصبحت هي قبلتهم وإلههم ومنتهى رجائهم وآمالهم، وبجانب المادة نسوا الله فأنساهم انفسهم وسيطر الشيطان عليهم فأصبحوا يؤمنون بأن حياتهم الدنيا هي الحياة التي لا بعدها حياة، وان قيمة المرء فيها من مادة وسيادة وسيطرة وأعمال سوء وجهالة وظلم وظلام، فلو فكر الفرد العاقل في هذا العالم وأدرك أن امتداد حياته قليل وان سعادته يطمسها تأثرات جسمه بأقل حدث أو ارتطام أو وعكة مرض أو سكتة وأن عمره محدود ومعدود بسنوات قليلة مهما طالت بالنسبة لغيره، وان الناس طريقهم واحد ومنتهاهم في هذه الحياة واحد وأن الموت مدركهم جميعا {إنَّكّ مّيٌَتِ وّإنَّهٍم مَّيٌَتٍونّ، ثٍمَّ إنَّكٍمً يّوًمّ القٌيّامّةٌ عٌندّ رّبٌَكٍمً تّخًتّصٌمٍونّ} وان القيمة فيما يجده المرء من عمل قبل موته وقدمه لحياته في الآخرة البرزخية {قٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً} وان بعد الموت حياةً ونشوراً وحاباً وجنةً وناراً فلو ادرك العالم ذلك وعَقِلَهُ وفهمه واتعظ بحياة من سبقه لكان سعيداً بدلاً من أن يكون شقياً مصيره جهنم وبئس المصير. وها نحن نرى محاولات علماء الطبيعة من أطباء البشرية يحاولون انقاذ الانسان من الموت وقد اجروا التجارب بتركيب القلب السليم بدلا من القلب العليل والعضو السليم بدلا من العضو المريض ولكن هيهات حتى الآن فقد باءت تجاربهم بالفشل وهذا يثبت أنه لا يمكن تغيير قدرة الله وحكمته في خلقه وليس في امكان البشر معرفة السر الذي اودعه الله في الكائن الحي من ذوات الروح التي أوجد بها امكانات الحركة بالدم وديناميكية الروح السارية في مجاريها بالعروق المتماسكة بالنفس والحركة التي تختلف كل الاختلاف عن حركة الآلة الصماء التي ركبت من جماد واصبحت تسير بحرارة النار او الحساسية (الحركة الاتوماتيكية الظاهرة للعيان) انها من صنع الانسان ومهما كان فيها من تعقيدات فنية وديناميكية فإنها لا تصل الى تصعيد الحركة الروحية في الكائنات الحية في الحيوانات والبشر التي تسيرها الروح التي وضعها الله وسيره بها، وهذا خطاب من الله عام للبشرية {يّا أّيٍَهّا النَّاسٍ اتَّقٍوا رّبَّكٍمً وّاخًشّوًا يّوًمْا لاَّ يّجًزٌي وّالٌدِ عّن وّلّدٌهٌ وّلا مّوًلٍودِ هٍوّ جّازُ عّن وّالٌدٌهٌ شّيًئْا إنَّ وّعًدّ الله حّقَِ فّلا تّغٍرَّنَّكٍمٍ الحّيّاةٍ الدٍَنًيّا وّلا يّغٍرَّنَّكٍم بٌاللَّهٌ الغّرٍورٍ، إنَّ اللّهّ عٌندّهٍ عٌلًمٍ السَّاعّةٌ وّيٍنّزٌَلٍ الغّيًثّ وّيّعًلّمٍ مّا فٌي الأّرًحّامٌ وّمّا تّدًرٌي نّفًسِ مَّاذّا تّكًسٌبٍ غّدْا وّمّا تّدًرٌي نّفًسِ بٌأّيٌَ أّرًضُ تّمٍوتٍ إنَّ اللّهّ عّلٌيمِ خّبٌيرِ}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved