مشكلة البعض منا أنهم عاطفيون في تقييم بعض الأمور وفي أيضاً التعامل مع العديد من المستجدات التي تحيط من حولهم حتى لو دعا الأمر في النهاية إلى محاولة طمس الحقائق وتكميم الافواه أو حتى ايضا إلى معاداة من يخالفهم الرأي. ولأنني عندما كتبت منتقدا تعامل فهد المصيبيح مع قضية أحمد ضاري وحديثه ل«الجزيرة» ثارت ثائرة بعض الأصدقاء الهلاليين وهنا أقصد تحديدا (البعيدين عن ساحة الاحداث) وذلك تعاطفا مع المصيبيح إلى درجة ان أحدهم سألني: هل بينك وبين المصيبيح خلاف شخصي؟.. لكنهم اقتنعوا بعد ان بينت لهم كل الظروف ودوافع أيضا انتقاداتي، ولأنه من جهتي وفي المقابل لايمكن ان أتنازل عن قناعاتي فإنه من المستحيل ان أساير أهواء من يخالفونني ويرون بأنني لم أكن محقا في انتقاداتي لكل ما انتهجه المصيبيح ولمجرد ان ارضي خواطرهم ومادام انني أيضا وفي المقابل مقتنع تماما بكل ما كتبته أو سأكتبه لاحقا (مدحا او انتقادا) سوى عن عمل المصيبيح او عن أيضا عمل غيره خصوصا وان هذا الذي كتبته في السابق انتقادا وتحديدا عن السياحة الإدارية المصيبيحية كان يجسد حقائق دامغة وحظي ايضا بتأييد كثير من الهلاليين في حين ان المخالفين كانوا ومازالوا قلة قليلة، ولعله من المناسب ان أنوه في هذا المقام عن اعتزازي بالمصيبيح كشخص سواء عندما كان لاعبا أو حتى بعد ان أصبح إدارياً.
** مع العلم انني عندما انتقدت في السابق سياسة وعمل إدارة المصيبيح فإنه لم يكن مطلوبا مني ان أسمع إلى رأي ووجهة نظر المصيبيح نفسه قبل ان انتقده أو حتى أكون محقا في انتقاداتي مثلما يرى ضرورة ذلك الأخ (نايف عيد -المدينة المنورة) عبر رسالته الالكترونية المهذبة التي بعثها لي قبل أيام وبحجة أيضا انني انتقدت المصيبيح على اتهامه للزميل المالكي بفبركة حديث صحفي على لسان أحمد ضاري قبل ان يسمع المصيبيح نفسه إلى رأي هذا الزميل وذلك باعتبار ان زميلنا ومثلما ذكرت في مقال الاسبوع الماضي كان يهدف إلى نشر الحديث في جريدته وليس برغبة كتابة رأيه حيال ماجاء فيه بحق المصيبيح وهنا فرق كبير بين الحالتين خصوصاً وأنه عندما انتقدت سياسة عمل المصيبيح فلأنني كنت قد استندت وقتها في انتقاداتي على ما لمسته شخصيا وعلى ما كان يقوله لي أيضاً أناس كثر وأثق فيهم كانوا ومازال على الأقل أغلبهم قريبين من البيت الهلالي، فضلا عن ان المصيبيح ايضا عندما كان مشرفا إداريا على فرق المراحل السنية في الهلال كانت نتائجها قد تدهورت واندثرت أيضا المواهب بنسبة كبيرة بل وكبيرة جداً داخل صفوفها، وكل هذا حدث بسبب عدم ملاءمة أفكاره الإدارية وذلك بعكس ماكان يحدث قبل مجيئه، واعتقد ان حالة شح المواهب (أقول المواهب) التي أصابت مسيرة الهلال خلال العشر سنوات الأخيرة هي خير شاهد بل وبرهان آخر وأيضا جديد على حقيقة ماذهبت إليه في انتقاداتي السابقة لسياسة إدارة المصيبيح الأمر الذي يؤكد ان ضرر عمل المصيبيح وبالذات عندما كان مشرفا إداريا على فرق المراحل السنية كان أكثر بكثير من نفعه، وهذه الحقيقة لست أنا الذي أقولها وإنما التاريخ الذي لايكذب وهو خير من يشهد.
استفسارات مسئول هلالي!!
** التقيت شخصياً مسؤولاً هلالياً كبيراً خلال شهر رمضان المبارك الماضي فسألني: لماذا تنتقد دوما المصيبيح كإداري؟.. فأجبته: لأن سلبيات عمله أكثر بكثير من ايجابياته، وعددت له تلك السلبيات فاتفق معي على أغلبها، لكنه قال نحن نريد ان نستفيد من ايجابياته، أما سلبياته فسنجعله يحتفظ بها لنفسه، ولا تنس يا أخ صالح أيضا ان المصيبيح خبرته واسعة في الوسط الرياضي، كما انه في السابق كان هو (........) أما الآن فالوضع سيختلف، فقلت للمسئول الهلالي هذا الذي نتمناه ونرجوه!!
** واذكر ان المسئول الهلالي نفسه سألني ايضا يومها ومن ضمن أسئلة عديدة عن رأيي فيما يخص حاجة فريقه الكروي؟.. فقلت له من وجهة نظري أرى ان الهلال سيواجه مشكلة خلال السنوات المقبلة، فقاطعني: وماهي هذه المشكلة؟.. فأجبته المشكلة التي أقصدها تكمن في تلك (الفجوة) التي أراها ومدتها على الأقل ثلاث سنوات وتفصل بين الفريق الأول وفريق درجة الشباب وذلك بسبب عدم توفر (المواهب) في صفوف فريق درجة الشباب والقادرة على اثراء حاجة الفريق الأول والمحافظة ايضا على مكتسباته وهنا أقصد تحديدا خلال السنوات التي ستعقب موعد اعتزال النجوم (الكبار سنا) في الفريق بعد سنتين وربما ثلاث وشددت في إجابتي على استفسار المسئول الهلالي إياه على المصيبيح هو الذي يتحمل برأيي الوزر الأكبر من مسئولية هذه المشكلة وذلك بسبب عدم ملاءمة أفكاره الإدارية لسياسة العمل المطلوب لإعداد مواهب شابة تليق بحاجة فريق مثل الهلال وذلك خلال سنوات اشرافه على فرق المراحل السنية بعكس ما كان يحدث خلال السنوات التي كان الهلال عبرها مضربا للمثل لدى كل الأندية في اخراج المواهب والنجوم الذين يكون لهم بصمتهم ويكونون أيضا عناصر مؤثرة في منتخباتنا الوطنية.
** وفي ختام إجابتي على استفسار المسئول الهلالي اكدت له ان الظروف وقتها أرى انها باتت تفرض عليهم استقطاب على الأقل خمسة لاعبين في ريعان شبابهم الكروي من أندية أخرى لدعم صفوف فريق درجة الشباب أو الفريق الأول مباشرة وذلك من أجل اعدادهم وتهيئتهم بصورة مثالية ومطلوبة تحسبا للاعتماد عليهم بصفة أساسية مع الفريق الأول بعد اعتزال النجوم الذين باتوا على اعتاب الاعتزال، وتفاديا في ذات الوقت للمشكلة القائمة التي أرى انها أصبحت خطرا يهدد مستقبل مسيرة الهلال، ولأن هذا المسئول الهلالي الكبير من جهته ربما بدأ مقتنعا ومتفهما أيضا لابعاد ما قصدته في إجاباتي قال هذا عمل ايجابي ولكنه يحتاج إلى ميزانية خاصة وسنسعى إلى توفيرها ولا تنس يا أخ صالح ان هناك أندية منافسة قادرة على دفع ضعف ما نستطيع نحن دفعه لاستقطاب لاعبين من خارج أنديتها.. انتهى كلام المسئول الهلالي.. ولأن العمل الذي قامت به إدارة الهلال بدعم ومتابعة من لدى بعض اعضاء الشرف وعلى رأسهم الأمير بندر بن محمد خلال الاشهر الماضية وارتكز على استقطاب عدد من اللاعبين من أندية أخرى لدعم المسيرة الهلالية وبالذات فريق درجة الشباب ربما انه عمل جاء ليجسد على الأقل بعض ما ذكرته وبكل صدق في إجاباتي إياها للمسئول الهلالي خلال شهر رمضان المنصرم.
خواطر .. خواطر
** رمى رجال الهلال الكرة في مرمى نواف التمياط عندما لبوا كل مطالبه مقابل تجديد عقده.. فهل يكون التمياط بمستوى الثقة؟ ويبلغ الصورة الفنية المأمولة والمتوخاة منه خلال المشاركات الهلالية المقبلة خصوصا وان رئيس الهلال الأمير عبدالله بن مساعد أكد أن نواف نفسه عاهده بأن يقدم أفضل مستوياته الفنية خلال السنوات الثلاث القادمة التي هي مدة عقد احترافه الجديد مع الهلال..
** عندما يكون المدرب -أي مدرب- واقعيا في التعامل مع ظروف فريقه خلال المباريات وبما يجسد أيضا حقيقة وحجم امكانيات لاعبي فريقه فإن من شأن ذلك ان يلغي الكثير من حالات القصور الفني وايضا المهاري لدى لاعبي الفريق نفسه، وان يساهم ايضا وبالتالي في تجاوز العديد من العقبات التي تواجه هذا الفريق وبالذات أمام الفرق التي تفوقه امكانيات ومؤهلات وأيضا خبرة مثلما فعل كل ذلك الهولندي مدرب الاتفاق خلال مشاركة فريقه في البطولة العربية.
وقفة!!
** لو ان افضلية اللاعبين تقاس فقط بوفرة الاهداف أو بأهمية بعضها لاصبح سعيد العويران أفضل لاعب سعودي وذلك جراء (وهذا يكفيه) الهدف العالمي الذي سجله في مرمى بلجيكا خلال نهائيات كأس العالم 94م خصوصا وانه هدف كان بالغ الأهمية وقاد أيضا منتخبنا الوطني إلى إنجاز كبير جدا وهو بلوغ دور الستة عشر في تلك النهائيات كما ان هذا الهدف اختير من أجمل الأهداف التي سجلت في تاريخ كأس العالم اجمالا فضلا أيضا عن الأهداف المؤثرة التي سبق للعويران نفسه تسجيلها سواء مع فريقه أو المنتخب الوطني، مما يؤكد ان اللاعب (الهداف) ليس شرطا ان يكون هو الأفضل ويؤكد أيضا ان الفيلسوف يوسف الثنيان هو أفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية شئنا أم أبينا!!
** للتواصل
|