* الشيخ أحمد بن علي بن حمد الحمود النوخذة - الكويت
«صحيح الإمام مسلم بن الحجاج» ثاني كتاب صحيح في هذه الأمة لهذه الأمة.
- أما ما تسأل عنه من: طبقات الرواة الذين روى عنهم في صحيحه فقد وقع في كتاب «الإمام مسلم بن الحجاج ومنهجه في الصحيح وأثره في علم الحديث» ج2 جاء في ص413 وما بعدها قال مصنفه قال مسلم في مقدمة صحيحه «إنَّا نعمد إلى جملة ما أُسند من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقسمها على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الناس».
قال «فأما القسم الأول فإنا نتوخى أن نقدم الأخبار التي هي أسلم من العيوب من غيرها وأنقى من أن يكون ناقلوها أهل استقامة في الحديث واتقان لما نقلوا لم يوجد في روايتهم اختلاف شديد ولا تخليط فاحش» ثم قال كذلك يشير المصنف عن مسلم أنه قال:«قإذا نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من الناس اتبعناها أخباراً يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المقدم قبلهم على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء ابن السائب ويزيد بن أبي زياد وليث بن أبي سُليم وأضرابهم من حمال الآثار ونقال الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما ما كان منهم عن قوم هم عند أهل الحديث متهمون أو عند الأكثر منهم فلسنا نتشاغل بتخريج حديثهم كعبدالله بن مسور أبي جعفر المدائني، وعمرو بن خالد، وعبدالقدوس الشامي، ومحمد بن سعيد المصلوب، وغياث بن إبراهيم، وسليمان بن عمرو، داود النخعي وأشباههم ممن أتهم بوضع الأحاديث وتوليد الأخبار وكذلك من الغالب على حديثه المنكر أو الغلط أيضاً عن حديثهم، ثم قال أبي مسلم:«فلسنا نُعرج على حديثهم ولا نتشاغل به لأن حكم أهل العلم والذي نعرفه من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أنه يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم» يقول المصنف وأذهب مذهبه:« إذا عرفت هذا، فالذي أفادته عبارته أنه يخرج أحاديث أهل القسم الأول وهم أهل الاستقامة في الحديث والاتقان لما نقلوه، وهؤلاء هم: المعروفون بتمام الضبط، المأخوذ قيداً في رسم الصحيح، ثم يخرج الصنف الثاني وهم الذين خف ضبطهم، وهم أهل الستر والصدق وتعاطي العلم، وهؤلاء هم شرط الحسن، فإنهم الذين خف ضبطهم مع عدالتهم، ثم ذكر أنه يترك الصنفين الآخرين بالكلية وهما قسمان:
الأول: المتهمون عند أهل الحديث وعند الأكثر.
الثاني: من الغالب على حديثهم المنكر أو الغلط فإنه صرَّح بأنه لا يتشاغل بأهل هذين القسمين، ولا يخرج أحاديثهم، نعرف أنه ذكر أنه يقسم الرواة ثلاث طبقات».
1-هـ
وتبين من هذا كله من هذا الطرح العلمي الجاد أن مسلماً رحمه الله جعل صحيحه على ثلاث طبقات من رواة الحديث وحذر أشد الحذر من إيراد من ليس بذلك، ذلك يسلم صحيحه مغبة القول بما لا يليق به وبما لا يجوز على كتاب مثله سارت به الركبان عبر القرون وأمره وأخذ به عقلاء وحكماء وعلماء أمة الإسلام في الأرض قاطبة، ويتحصل من هذا موهبة الرجل في : بحثه، وسفره، وحله وطلبه وتنقيبه وتأصيله وتفعيله أنه أحد العظام مع شيخه وأخيه الإمام محمد بن اسماعيل فهل تلد الأبكار وتأتي البيض بمثلهما ولو في وجه واحد فقط من وجوه العلم وهو التجديد، أو تحرير باب من أبواب فقه النوازل كما فعلها.ومن هذا كم آمل من المؤلفين والجامعين للسنة والآثار ألا يتعجلوا بمثل هذا في التأليف والبحث والتحقيق حتى يعلموا من أنفسهم صدق النية وسلامة المال من الشبه، وأن يعرضوا ما يقومون بتأليفه أو جمعه على الحفاظ الذين حفظوا وفهموا ووعوا وأدركوا حقيقة وضابط هذا العلم العظيم.
|