Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خالد الفيصل.. دوماً في ارتقاء خالد الفيصل.. دوماً في ارتقاء
عادل علي جودة



قالت من أنت؟ وقلت مجموعة انسان
من كل ضد وضد تلقين فيني
فيني نهار وليل وافراح واحزان
اضحك ودمعي حاير وسط عيني
وفيني بداية وقت ونهاية ازمان
اشتاق باكر واعطي امسي حنيني
واسقي قلوب الناس عشق وظميان
واهدي حيارى الدرب واحتار ويني
واحاوم صقور الهوا حوم نشوان
واسيل الوديان دمعٍ حزين
في عيني اليمنى من الورد بستان
وفي عيني اليسرى عجاج السنينِ
تهزمني النجلا وانا ند فرسان
واخفي طعوني والمحبه تبينِ
اما عرفتيني فلاني بزعلان
حتى انا تراني احترت فيني

لا اظن احداً يقرأ هذه الكلمات الا ويتراءى امامه رسم ناظمها، اميرنا المحبوب، وشاعرنا الفذ، وكشاجمنا الانيق، خالد الفيصل، او ان شئتم «دايم السيف».
ولا اظن ايضاً ان احداً يتأملها، ويستشعر مكنونها، ويعرف خالد الفيصل، الا ويهتف في داخله «صدقت يا خالد».
الواقع انني لا ادري من هي صاحبة الحظ السعيد التي كانت طيفاً ملهماً يرفرف حول «خالد الفيصل» ليسبح في فضاء الشعر والوجدان ويتغنى بهذه الكلمات المتألقة، والذي استغربه اليوم شعوري ان «خالد الفيصل» كأنه يخاطب كل من يقرأ هذه القصيدة، بقوله في صدر بيتها الأخير: «فلاني بزعلان» اي ممن يحتار في امره ، وبرر ذلك في عجز ذات البيت بقوله «حتى انا» اي خالد «تراني احترت فيني» اي في خالد، وعليه اقول «صدقت يا خالد.. حيرتني وحيرت الناس في امرك».
واستأذن القارئ الكريم اذ ابتعد قليلاً عن هذا الجو الشاعري الانيق، لاعود بذاكرتي البيروتية فأشاهد خالد الفيصل واسمعه وهو يقترح انشاء مؤسسة فكرية عربية تعنى بمختلف جوانب الفكر من علوم واقتصاد وادارة وآداب وفنون، وتعمل على بلورة الافكار الموحدة للأمة، ونبذ دواعي الفرقة والاختلاف.
اذ لم يمض عام حتى اصبحت «مؤسسة الفكر العربي» واقعاً ملموساً تجوب الاقطار وتجمع مفكري الامة وعلماءها وادباءها لتحقيق الاهداف التي رسمت لها، والتي من اهمها: إيجاد مناخ من التلاؤم الفكري الذي يصب في المصلحة العليا للأمة لتوحيد اتجاهاتها وغاياتها، وخدمة الثقافة العربية بصفتها ثقافة موحدة تنأى عن اسباب الفرقة والشتات، وتنمية الاعتزاز بالثوابت والقيم والاخلاق، وتشجيع الابداع في الثقافة والفكر والفنون، وتكريم المبدعين الذين يتوجهون بابداعاتهم الى خدمة فكرة التضامن العربي ولم شتات الأمة.
تلك واحدة من مآثر خالد الفيصل الذي احتار في تكريمه الناس من قبل فاطلقوا عليه لقب كشاجم، اما انا فاعلن ان «كشاجم» وايضاً «طكشاجم» بالمفهوم الحمداني لم تعد ترقى الى مواهب خالد الفيصل وابداعاته ومآثره، ولست ادري كم من الحروف يجب اضافتها لتحكي روعة «خالد»!!!
فها هو «جسدٌ وروحٌ» في «عروس الخليج» منطقة عسير التي غدت واحة خضراء تخطف القلوب والالبان، وهاهو «عمل خير جليل» ينتفع به المسلمون ليس فقط في مختلف انحاء العالم الاسلامي على اتساع رقعته، بل في جميع ارجاء المعمورة.
وها هو «فكرٌ عربيٌ أصيلٌ» يجوب عواصم البلدان العربية ويغوص في اعماق قلوب شعوبها، وهاهو اليوم «اسمٌ باسمٌ خالدٌ» يخترق مجال الارض ليسمو ويرتفع الى هناك، الى كوكب آخر، اسمه «المريخ»، ولا غرابة في كل ذلك، ولا عجب، وحتى الحيرة التي تذهلنا «أيضاً» لا غرابة فيها، فذاك هو خالد الفيصل بجسده وروحه وفكره، وهذه حقيقته، «مجموعة انسان دوماً في ارتقاء».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved