Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الكلمة الرقيقة تحقق الوئام الكلمة الرقيقة تحقق الوئام
حمد عبدالرحمن المانع

عندما يتحدث شخص إلى آخر عن شخص في غيابه، وفي أمور قد لا تسره بمعنى أنها ربما تكون ما يعيبه سواء في شكله أو سلوكه أو في طريقة تعامله، فإن هذا بلا ريب من الأمور غير المستحبة ومن الغيبة، وقد نهانا ديننا الحنيف عنها لأنها تساهم في إثارة البغضاء وتنمي الكره في النفوس، ولا يوجد من على ظهر هذه البسيطة من يبلغ درجة الكمال، والكمال لله وحده، ويحرص المؤمن أشد الحرص على إصلاح عيوبه فإن لم يستطع أو لم يكن في مقدوره ذلك، فإنه يخفيها ويحاول سترها، وقد سترها الله عليه، وقد لا يرى بعضاً منها بينما تكون ظاهرة عند الآخرين، لذا فإن اختيار الوسيلة المناسبة والطريقة الملائمة من الأهمية بمكان في إبلاغ الآخر عن عيوبه، وتمريرها بصيغة تحقق الهدف بمعزل عن التجريح تعد من الركائز الأساسية في القبول من عدمه، بمعنى ألا تأخذ صيغة الانتقاص أو الازدراء لانه لن يعدم هو الآخر كماً من العيوب بشكل أو بآخر وسيأتي آخر لابلاغه عنها وكما أنه يرغب في أن يجد النقد بالأسلوب المناسب فحري به أيضاً أن يمارس نفس الأسلوب مع الآخرين.
قال الإمام الشافعي:


لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن

ويندرج هذا الأمر كذلك في الحوار والمجادلة ولأن الإنسان لا يستطيع تقييم نفسه إلا من خلال الآخرين، فبالكلمة الطيبة والنصح الرقيق الخالي من التشمت والترفع والمقرون بصفاء النية وسلامة القصد، ما له أبلغ الأثر في قبول الرأي الآخر، وكما ورد في الحديث الشريف «الكلمة الطيبة صدقة» والكلمة الرقيقة الصادقة تساهم وبفاعلية في تعميق جذور المحبة وتنميتها وتأطيرها في نسق بديع متجانس يجسد الترابط والتكاتف بين أبناء المجتمع الواحد، وتسمو بالروح في طرق الفضيلة بقدر كبير من نكران الذات واحتساب الأجر من لدن عزيز مقتدر، وما عند الله باقٍ، وحينما تتكئ المجادلة والمناصحة بين الأطراف على حب الله ورسوله فإنهم مع من أحبوا فمهما تباينت آراؤهم فإنهم لن يفشلوا ولن تذهب ريحهم لأنهم سيلتقون في النهاية على هذا الحب الصادق، وما أجلّه وما أجمله من حب، ولأن هذا الاختلاف إذا لم يتم حسمه فإنه سيرد إلى الله والرسول.
وهنا تكمن قوة الهدف وصلابته، وهنا تكمن القاعدة الأساسية لكل الحوارات والمجادلات وما حاد عنها قيد أنملة فإنه سيستر محلقاً في فضاء مظلم كئيب لا قرارة فيه.
قال أحد الشعراء:


يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً
إذ عبت منهم أموراً أنت تأتيها
أصبحت توعظهم بالنصح مجتهداً
والموبقات لعمري أنت جانيها
تعيب دنيا وناساً راغبين لها
وأنت أكثر منهم رغبة فيها

وتقبلوا تحياتي،،،
شركة اليمني للسيارات

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved