نعم أنا بنت الأربعين.. أقر بأن قطار الزواج قد مر من عندي ولم أركب فيه.. أقر بأن بطاقات الأفراح تأتي إلى بيتنا لفتيات هن أصغر مني سنا.. أعترف بأن لظى الحسرة يضطرم في وجداني ويزلزل كياني.. أعترف بأنني أبكي عندما أفارق زميلاتي اللائي يتكلمن عن أزواجهن وفلذات أكبادهن وما في الزواج من نكهة سحرية جميلة بالغة الروعة فائقة الجمال.. ومع هذا كله.. ومع العاطفة الجياشة التي تزلزل كياني.. وسحب الحزن الممطرة على قلبي.. إلا أنني سأدوي بصوت مجلجل ترتج من قوته الأبواب.. وسأقول حينها أن الدنيا لم تتوقف من دون زوج وأن الحياة لم تتغير بغير خليل.. إنني سأعيش مكابدة مناضلة حتى أواري في ثرى رمسي.. إنني سأحطم العوائق الماثلة أمامي.. وسأفجر الكتل الصخرية القابعة أمام ناظري سأكون حينها أبدع من ألف متزوجة.. سأرفع راية المجد وسأعلي علم الرفعة سأفكر.. سأعمل.. سأناضل.. سأكافح.. إن كنت أدرس فلن أرضى بغير العلا بديلا.. إن كنت معلمة فلن أطمح بغير التميز.. إن كنت قابعة في خدري فالإبداع حينها سيكون أبدع وأبرع.. سأقرأ وأطالع وأنظر وأمحص، وأستمع للمحاضرات.. سوف أشكل حلقة لتحفيظ القرآن بمنزلي أشرف عليها بنفسي سوف أخلص مطبخي حتى ينبهر من عملي الجميع.. سوف أزرع وأحصد في حديقتنا المنزلية.. سوف أحصل ما أريد أن أصل إليه إن شاء الله وقبل ذلك كله سأحافظ على فروضي ولن أنسى النوافل، وسيكون لسهام الليل وقت لن أخلفه سوف أردد دائماً..
سأنال المجد رغماً عن عداتي .. سأنال المجد أبنيه لوحدي
وهكذا دواليك.. حتى ألقى ربي جل في علاه.. وأنا قانعة فيما أفعل.. راضية فيما أقوم به.. مقرة بأن الحياة ستقوم ولو كانت بلا زوج.. نعم ولو كانت بلا زوج.
|