|
حين يطلق مصطلح الاغتراب ينصرف الذهن مباشرة إلى دلالته المكانية التي تعني الهجرة من بلد لآخر، تحت دوافع معينة، في حين انه يحمل دلالة زمانية، وفلسفة اجتماعية. وقد يكون ذلك الانصراف المباشر لقساوة التجربة الاجتماعية، والأبعاد النفسية التي يعانيها من اقتلع من تربة وطنه، وطوح به في مجاهل قصية، وثلة من الناس قلوا أوطانهم لأسباب سياسية، أو اجتماعية، دون أن يكون للمادة أثر في دافعيتهم، وهؤلاء في الغالب هم طلاب المجد والعلا، والذين لا تزيدهم الغربة غالباً إلا إباء، وتشبثاً بالنهج، وإصراراً على المبدأ، متحدين في ذلك واقعهم، وهم في تصويرهم لحياتهم يحاولون ان يتناسوا عناصر الارتباط الوجداني نحو البيئة بكافة عناصرها، والتي تتعدد ألوانها عند الأدباء المغتربين، وخير من يمثل ذلك الشاعر المصري «محمود سامي البارودي»، وقد نبا به الوطن، وسدت عليه مسالك الحرية، فأنشأ يقول: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |