مما لا يدع مجالاً للشك أن الشباب في اي بلد سواءً كان متقدماً أو نامياً أو متحضراً أو آخذاً في التحضر.. غنياً ام فقيراً، يعتبر الثروة الوطنية لهذا البلد وعماده الاساس في تسيير دفة التقدم وانجاز ما هو ضروري واساسي لمتطلبات الحياة الكريمة لشعب هذا البلد، فالشباب هم عماد الامة وعلى عاتقهم تقع مسؤولية الدفاع عن تراب الوطن ضد المتربصين به من الخارج.. كما أن الشباب تقع على كاهله مهمة تطوير بلاده وجعلها تسير في ركب الحضارة العالمية بما ينفذه من مشروعات بناءة يخطط لها ذوو الخبرة بالحياة أولو الأمر والقائمون على مقدرات البلاد.
من هنا كان لزاماً على كل دولة وامة ان تسارع الى تأهيل شبابها بأفضل الامكانات المتاحة للرقي بمستواهم الفكري والعقلي والنفسي، وبالتالي يأتي الرقي العلمي الذي يجعل الشباب على درجة من العلم والخلق الكريم بما يمكنه من اداء عمله على الوجه الاكمل.. واضعاً مرضاة الله نصب عينيه أولاً، ومحققاً لمجتمعه اعلى درجات الاستفادة المرجوة منه كعضو عامل في مجتمعه وبين اقرانه.
ولقد خطت الدول المتقدمة خطوات وثابة في سبيل استحداث الطرق والاساليب والتقنيات التي تجعل تأهيل الشباب امراً بالغ الاهمية.. ومن بين التقنيات الحديثة في تأهيل الشباب على سبيل المثال لا الحصر، ذلك النمط الحديث للتعلم عن بعد وذلك لتمكين كل من يريد التعلم والحصول على مؤهل دراسي بطريقة غير تقليدية.. بأن يقوم بالاشتراك لدى القائمين على هذا الامر ومتابعة المحاضرات وما يتعلق بها عن طريق جهاز الحاسب في منزله والمتصل بشبكة المعلومات الدولية وتلقي المعلومات واداء الاختبارات والحصول على شهادة اتمامه للدراسة لمستوى بعينه.. دون الذهاب للمدرسة أو الجامعة.. وذلك طبقاً لما تتطلبه ظروفه ان كان موظفاً.. أو تتعارض اوقات دراسته مع اوقات عمله.. أو كان مقعداً لا يتحرك الا بصعوبة أو ما الى ذلك.
اما عن تأهيل الشباب انفسهم بأنفسهم فالباب مفتوح على مصراعيه من خلال شبكة المعلومات الدولية والتي يمكن لأي باحث أو دارس أو هاو أو راغب في التعلم ان ينهل منها ما يريده وما يفضله من علم في شتى مناحي الحياة.. وذلك في بيته وخلال اوقات فراغه، الامر الذي يجعل حياة الشباب اكثر متعة ومعرفة وثقافة تحقق لهم المزيد من الرقي العلمي.
ويعتبر هذا التأهيل للشباب من بين سبل تحقيق اعلى قدر من الذكاء المكتسب من خلال التعامل مع الاجهزة الحديثة مثل الحاسب والجوال وغيرها من مستحدثات العصر التي تجعل الشاب يعيش في نفس المستوى الثقافي مع اقرانه في جميع دول العالم.. وهذا هو الهدف من فكرة العولمة بمفهومها الناضج والسليم.
وانني لأهيب بأبنائنا الطلاب وشباب هذا الوطن العريق ان يزيدوا من حصيلتهم في العلم والمعرفة بأحدث ما في العالم من تقنيات، مع الحرص على وضع هذه الاستفادة ضمن دائرة الشريعة الإسلامية الحنيفة.. وذلك بصرف اوقات فراغهم بالقراءة والاطلاع والبحث فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وما العالم اليوم الا سباق في المعرفة، فمن يعرف اكثر عاش حياة افضل وارقى.. والله الموفق.
رئيس مجلس التعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة الجوف/عميد كلية التقنية
|