عندما تضيع مشاعر الإنسان في قلب ذلك العالم.. وتبقى أسيرة لظروف تراودها وتحول بينها وبين الحياة.. لا بد لها أن تهيم.. وتتأجج وتبحث عن أقرب مرفأ ترسى عليه لكن ستبقى نفحات تغمرها.. تتكابد داخلها.. وتحيرها.. يا ترى في أي شاطئ مكثت؟ وتعيد السؤال.. هل ما يؤنبها بعد المسافة أم المكان؟
ربما الضياع هو ما يدفعها للرحيل والمغامرة.. والمناضلة حتى تجد الضالة بعد رحلة سفر طويلة في مرفأ الحياة ستتعب الخطى وتتبعثر وتنتهي للاستحالة أو فقدان الأمل. لكن الحلم يرمي بكل تلك التأويلات ويجعلها تسعى للمقاومة كونها تنطلق من أفئدة بشرية فلا بد لها أن تعيش.. وتسعى لمحاولة إضفاء العاطفة بما يجعلها تمارس الحياة.. كونها تكمن داخل أعماق إنسان فإنها حتماً ستخرج.. وستسير كصديقة للدم تنقل العاطفة والحياة للقلب وتأخذها منه.. كون ذلك الحلم لا يولد إلا من مشاعر إنسان فإن تلك الهبة الربانية ستعطي الروح دافع الحياة بكل معانيها ومعاناتها.
ربما ستبحر وتجازف وتقابل الأمواج العباب ستأخذها دوامة وأخرى لكنها ستجرب كيف تكون الحياة وكيف لها أن تحقق رغبة الإنسان من الانتصار.. ستغرق وسينقذها الحلم.. ستشرب من الماء العكر وسينقذها الحلم.. حتى تعاني وسينقذها الحلم عندها.. ستبقى للحياة معنى.. وللانتصار كذلك. الحلم أجمل شيء يمتلكه الإنسان.. حينما ينطلق من مشاعر بشرية فإنه يبعث الأمل تحت أي ظروف يكمن بها.. فبوجوده لا بد للأفئدة الحزينة أن تبتسم.
|