Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حين يُصْغي المواطن إلى صوت القيادة حين يُصْغي المواطن إلى صوت القيادة
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

يصغي المواطن إلى صوت القيادة عندما تحل مشكلة مزمنة من مشاكله التي يعاني منها مثل التعليم والماء والكهرباء والديزل والبنزين والغاز، فمنذ سنوات تضاعف سعر الغاز فجأة فخيم الحزن على كل بيت فيه مطبخ، وبقيت الحسرة في النفوس سنوات إلى أن أضعف الزمن أثرها، ومنذ سنوات قليلة تضاعفت أسعار الديزل وارتفعت أسعار البنزين فتخلى كثير من المزارعين عن مزارعهم والحسرة تملأ قلوبهم، وقد شاهدت بعيني مزارع هجرت بعد صدور قرار رفع أسعار الديزل، أما حالة أولئك المزارعين في معيشتهم وفي شؤونهم المالية فهي أمور لا يعرفها إلا من عانى مثلها، إذا كانت هذه الأمور قد أثرت في حياة المواطن سلباً فإن قرار خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جامعة في المدينة المنورة وجامعة في الطائف وجامعة في القصيم، ودراسة إنشاء جامعات في الجوف وحائل وجيزان والباحة وتبوك ونجران والحدود الشمالية أثلج الصدور، وفتح أبواب الفرح في كل بيت في أنحاء المملكة، حتى المدن التي تشتمل على أكثر من جامعة امتد إليها الفرح، لأن بها طلاباً يدرسون قد انتقلوا من بلدانهم، وتغربوا في سبيل طلب العلم، فهذا القرار أدخل عليهم الفرح بالأمل في الانتقال إلى تلك الجامعة التي ستنشأ، والأمل في أن يدرس في تلك الجامعات إخوانهم وأخواتهم، إن الفرح الذي امتد إلى قلب كل مواطن عند سماعه صوت القيادة الحنون يستجيب لرغباته ويلبي تطلعاته في تعليم أبنائه وبناته وتربيتهم التربية الحسنة التي تتيح له أن يشرف على تعليمهم وهو في بلده إنما هو فرح بالراحة المأمولة، وفرح بعزة البلد ونهضته، فالمواطن مفطور على حب بلده، فإذا سمع بإنشاء مدرسة أو جامعة في بلده فكأنه قد سمع بالحصول على منحة خاصة به، إن كثيراً من سكان المملكة العربية السعودية يسعون إلى عزة بلدانهم، ويقتطعون جزءاً من وقتهم في المطالبات بإنشاء مستوصف أو مستشفى أو وصول ماء أو كهرباء، فالمواطن عندما يطلب شيئاً لبلده يعد مطالبه تلك مطالب له ولأسرته، وإن كان الآخرون، يشتركون معه في تلك المنفعة، والفرح الذي امتد إلى قلب المواطن نابع من الشعور بالتلاحم بين القيادة والمواطن في أي مكان من مناطق المملكة العربية السعودية في المدينة والقرية والصحراء والجزيرة في البحر، إن المواطن الذي يسمع صوت القيادة يلبي مطالبه في تعليم أبنائه يعلم علم اليقين أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز معه إينما كان، فالرعاية ممتدة، والمسؤولية شعور التزم به قادة هذه البلاد منذ زمن الملك عبدالعزيز لقد كانت المناطق تطمع في إنشاء المدارس، وها هي اليوم تتجاوز المدارس إلى الجامعات، بل إن المتعلمين اليوم قد ملأوا الجامعات الموجودة من حكومية وأهلية، بل انتقل بعضهم إلى الدراسة في الجامعات المجاورة في الإمارات والبحرين والكويت والأردن ومصر، بالإضافة إلى طلابنا المبتعثين في الجامعات الأمريكية والأوروبية.
إن سعة العيش للمواطن السعودي أتاحت له - ولله الحمد - تعليم أبنائه، فقبل نصف قرن كان ابن الفلاح يساعد والده في الفلاحة، وابن النجار يساعد والده في النجارة، وأبناء البادية يرعون الأغنام والبهم، فالأبناء مشغولون بمعيشتهم مع والديهم، أما اليوم فقد تفرغ الأبناء لطلب العلم، فاكتظت المدارس بالطلاب، وامتلأت الجامعات بالشباب، والقيادة ترقب هذا التطور في التعليم، فتأمر بالدراسات المتتابعة، فهي لا تتراخى في أمر يخدم المواطن وأبناءه، ومن هذا المنطلق جاءت القرارات الحكيمة بإنشاء الجامعات الثلاث، ودراسة إنشاء الجامعات السبع.
إن هذه الجامعات المستقبلية ستخفف الضغط عن الجامعات القائمة، فكثير من طلاب الجامعات القائمة في الرياض وجدة، ومكة، والدمام، هم من أبناء الجوف وحائل وجيزان والباحة وتبوك ونجران والحدود الشمالية، ثم إن هذه الجامعات ستخفف الضغط عن كليات البنات، وقد يستغنى بالجامعات عن كليات البنات، وتحول كليات البنات إلى كليات للمعلمات، فجامعات الرياض اليوم مثل جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود تمثل فيها الطالبات نسبة عالية، إن الأمل معقود على الاعتمادات المالية لتلك الجامعات، بحيث تتيح للجامعة استيعاب شباب وشابات المنطقة، فمنطقة جيزان مثلاً تحتاج إلى جامعة مهيأة لأعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، وهي بحاجة إلى كلية طب منذ إنشائها، فهناك أمراض الملاريا والبلهارسيا والمتصدع وغيرها من أمراض البيئة، وجامعة نجران وجامعة حائل وجامعة الجوف ينتظر منها التوسع في دراسة آثار المنطقة.
إن مثل هذه الأخبار السارة تجعل أذن المواطن تصغي إلى السماع في عناية تامة وإنصات لا يتخلله صوت آخر، فما أجمل الأخبار المطربة، التي تزيل المعاناة، وتفتح الأمل أمام المواطن، وتبعد عنه التشاؤم، لقد استعظم بعض الناس إنشاء جامعة لأنهم يقيسونها على جامعة الملك سعود، ولو أنهم زاروا بعض جامعات الأردن ومصر لهانت في أنفسهم تكاليف الجامعة، ثم إننا لو نظرنا منذ سنوات إلى تجربة كليات البنات لما حصلت عندنا تلك الأزمات في القبول التي وصلت إلى حد القنوط والقناعة عند أولياء أمور الطلبة بأننا لسنا أهلاً لحل المشاكل، إن كلية البنات في أي بلد لا تبتعد تكاليفها كثيراً، عن تكاليف المدرسة الثانوية، فلماذا المبالغة في إنشاء كلية، إن الجامعة هي كلية وكلية وكلية.. ولا يشترط فيها أن تكون في حيز سور واحد، فجامعة جيزان مثلاً قد تقسم كلياتها على صبيا وصامطة وأبي عريش وبيش، وإن كانت الإدارة وبعض الكليات في مدينة جيزان، إن المواطن ليشكر ولاة الأمر من سويداء قلبه حين يسمع هذه الأخبار التي تزف له البشرى، وتفتح أمامه الأمل، وتوصد عنه باب القنوط، بل إنه ليدعو الله بأن يحفظ هذه البلاد من كيد الكائدين، وأن تستمر في أداء رسالتها، خادمة للحرمين الشريفين، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، وأدام لهذه البلاد عزها ومجدها ورقيها في جميع المجالات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved