* المدينة المنورة - نانا السقا:
ضمن النشاط العلمي والثقافي لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة القى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية الليلة الماضية محاضرة بعنوان «واجب الشباب تجاه وحدة الامة الإسلامية» بالصالة الثقافية بمدينة الامير محمد بن عبد العزيز الرياضية بطريق الجامعات بالمدينة المنورة.
وفي بداية المحاضرة التي حضرها اصحاب الفضيلة العلماء وجمع غفير من المواطنين والمهتمين قدم الامين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي سيرة ذاتية لسماحة المفتي العام وعنوان المحاضرة.
بعدها بدأ سماحة المفتي العام محاضرته مخاطباً امة الاسلام ودور الشباب في بناء المجتمع المسلم وأثر الشباب في بناء المجتمعات وصلاحها واستقامة حالها وخاطب سماحته الآباء مؤكداً على تربية الشباب والعناية بهم، وقال فضيلته ان الشباب هم دعوة الامة فان صلحوا كان سببا في نهوض الامة وعلو شأنها ومتى انحرف الشاب عن الطريق المستقيم فهو سبب لعقوق امته وذلها وهوانها.. إذاً فالعناية في تربية النشء والاهتمام بهم امر مطلوب ومسؤولية يتحملها كل فرد منا.. موضحا سماحته ان امة الاسلام تحتاج الى حكمة الشيوخ وبعد نظرهم وثاقب رأيهم إلا أنها أيضا في امس الحاجة الى قوة الشباب وعزيمتهم فاذا حصل المجتمع على حكمة الشيوخ ورأيهم وقوة الشباب وعزيمتهم فان الامة بتوفيق الله عز وجل تسير على نهج مستقيم يكفر بعضها بعضاً ويشد بعضها بعضاً.
وبيّن سماحته ان الشريعة الاسلامية اعتنت بالشباب المسلم ايما عناية فهناك الدعوة الى اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين والتقى يقول صلى الله عليه وسلم «تنكح المرأة لاربع لجمالها ومالها وحسبها ودينها فأظفر بذات الدين تربت يداك» وهناك الدعوة الى العناية بالشباب وتربيتهم وتوجيههم لقوله تعالى: {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وّأّهًلٌيكٍمً نّارْا وّقٍودٍهّا النَّاسٍ وّالًحٌجّارّةٍ}.
وحث سماحته الحضور على العناية بتربية الابناء وتعليمهم من الآباء والامهات لينشأ الشاب معظما لحرمات الله والاقتداء بوالديه في صدق الحديث والوفاء بالوعود واداء الامانة وينشأ الشاب على الخلق الكريم والعمل الطيب بارا بوالديه محسنا لهما مبتعدا عن مشابهة الجاهلية الاولى.. وخاطب سماحته شباب الاسلام قائلا ان الاسلام عني بالشباب من عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واوكلت اليهم مهمات الامور فهذا مالك بن الحويرث يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من شباب الاسلام فيسلمون ويمكثون في المدينة اياما ليتلقوا من النبي التعليم والتوجيه ويشعروا بأن لديهم شوقا لاهاليهم فيزودهم عليه السلام بوصايا طيبة ويقول اذا حضرت الصلاة «صلوا كما رأيتموني أصلي» ويقول عليه السلام أيضا اذا حضرت الصلاة «فليؤمكم أكبركم تأديبا وتعليما».. ونرى عبد الله بن عمر يقول : «عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وانا ابن الثالثة عشرة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وانا ابن الخامسة عشرة فاجازني ونرى اسامة بن زيد وهو في الثامنة عشرة والنبي عليه الصلاة السلام يكل اليه جيشا ليرسله الى اطراف الشام ويقول عليه السلام «ان طعنتم في امارته فقد طعنتم في إمارة ابيه ولعمر الله انه خليف بالامارة».. وهكذا شباب الاسلام في عصورهم الاولى كان لهم الدور الفعال في عزة الاسلام وقوة المسلمين بأنهم تربوا على خلق وقيم وعمل فاضل وسيرة نبيلة.
وشدد سماحته على تقسيم المجتمع الى فصائل واحزاب وطوائف، وقال ان من المصائب والبلايا ان يقسم المجتمع المسلم الى احزاب وطوائف والى فرق شتى والى احزاب متناحرة ومبادىء مختلفة هذا التقسيم الخطير ينتج لشبابنا فرقة بين قلوبهم وتشتت شملهم، وهذا امر لا يليق.. الله جلا وعلا امرنا ان نكون امة واحدة {وّإنَّ هّذٌهٌ أٍمَّتٍكٍمً أٍمَّةْ وّاحٌدّةْ وّأّنّا رّبٍَكٍمً فّاتَّقٍونٌ } {إنَّ هّذٌهٌ أٍمَّتٍكٍمً أٍمَّةْ وّاحٌدّةْ وّأّنّا رّبٍَكٍمً فّاعًبٍدٍونٌ}.
فأمرنا ان نكون امة واحدة وعندما نقسم المجتمع المسلم الى احزاب وطوائف وفرق متناحرة نكون بذلك قد احدثنا شرخا في مجتمعنا فأصبح كل يتعصب لرأيه ويتحزب لحزبه فيكون في ذلك بغيا وظلما يخضع للآراء والاهواء.
ودعا سماحة المفتي العام في محاضرته الى اصلاح واستثمار شباب الاسلام، وقال سماحته ان شبابنا قوة لنا عندما نستثمرهم ونسعى في اصلاحهم وتوجيههم ونصغي اليهم ونأخذ منهم ونتحسس مشاكلهم وهمومهم ونسعى لاصلاح اوضاعهم ان اخطأوا وزلت قدم احد منهم فلا نجعل خطأهم سببا لكثرة منهم ونسعى لاجتذاذ تلك الافكار السيئة حتى يسلم شبابنا ونطمئن على قيمهم واخلاقهم.. فالامة اليوم بحاجة اليك ايها المسلم معلما ومتعلما وبحاجة اليك داعيا وموجها وبحاجة اليك واعظا وناصحا وطبيبا ومهندسا وتاجرا وكاتبا وصحفيا واعلاميا صادقا وبحاجة اليك بكل شؤونها فان كنت على الوجه المطلوب باستقامة الاخلاق والقيم وفهم الاسلام على الوجه الصحيح والبعد عن الغلو والامة بحاجة الى رجال امن للمساهمة في امن الامة وحماية المجتمع من تطرف المبادىء والآراء الباطلة والافكار الشاذة التي تحاول زعزعة امن الامة وتدمير كيانها واخلاقها.
وحذر سماحته من اعداء الامة وحرصهم على فساد القلوب والاعمال موضحا ان اعداء الامة لا ينفذون الى المجتمعات إلا باختراقهم شباب الاسلام لتدمير الكيان الاسلامي.
ونبه سماحته الى الاعلام الجائر الباطل من بعض القنوات الفضائية المشبوهة.. وقال سماحته ان هناك اعلاما جائرا وباطلا من خلال بعض القنوات الفضائية التي تبث من خلال برامجها مسلسلات هابطة وبرامج سيئة تشوه به الاسلام وحقيقته واخلاقه وقيمه وتدعو شباب الاسلام الى نبذ الاسلام والبعد عنه، فجدير بالشباب المسلم ان يكون لديه وعي صحيح وفكر نير وتصوير للاشياء فلا يقبل ولا يصغي لكل ما يلقى اليه وانما يزن الامور بالميزان الشرعي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لكل ما القي اليه وما سمعه وشاهده ويلتزم الاسلام قولا وعملا ومنهجا وسلوكا لتكون مجالسه ولقاءاته لقاءات خير وفلاح وتعاون على البر والتقوى.. محذرا من مجالس السوء والفساد والاجرام والتي يسعى من خلالها اعداء الاسلام لافساد شبابنا وتغيير اتجاهاتهم وسلوكهم.. وان الامة الاسلامية تسعد بالشباب الواعي يحمل اخلاق الاسلام وفضائله لقيادة الامة الى كل خير وفلاح واداء الامانة الملقاة على عاتقهم نحو دينهم ووطنهم.
وامتدح سماحته الشباب المسلم الذي تعلق عليه
| 
