|
|
إن الحديث عن وسطية منهج أهله السنة والجماعة هذا المنهج الحق لهو كاف في تفنيد شبهات الضالين عن صراط الله المستقيم فهو منهج واقعي لقوله تعالى {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا} وهو منهج وسط بين الخارجة والمعتزلة الذين اخرجوا صاحب الكبيرة من الملة وبين المرجئة الذين قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب وهو وسط بين الرافضة الذين غَلَوا في اهل البيت وبين الناصبة الذين طعنوا فيهم وهو وسط بين المعطلة الذين نفوا صفاته سبحانه وبين المشبهة الذين شبهوه سبحانه بخلقه تعالى عن ذلك وهو وسط بين الجبرية الذين زعموا أن العبد مجبور على اعماله وبين القدرية الذين اخرجوا اعمال العباد عن خلقه سبحانه فهم بحق وحقيقة تمثلوا الوسطية التي شرعها المولى عز وجله وذلك لتمسكهم الشديد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح رحمهم الله وانا اؤكد مقولة «فهم السلف الصالح» لان كلاً من الفرق الضالة التي مضى ذكرها تزعم تمسكها بنصوص الكتاب والسنة لكن بفهم بعيد عن الحق وبفهم يغشاه الهوى والدجل ولقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال عندما عدد تفرق هذه الامة الى ثلاث وسبعين فرقة «كلها في النار الى واحدة» قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي «الجماعة» وانني أقول هذا الكلام واطرح هذا الحديث لانني سمعت من يقول إن الاسلام أقول فعلى من يشاء ان ينتسب لاي طائفة منها ولكن اقول كما قال سبحانه {وّأّنَّ هّذّا صٌرّاطٌي مٍسًتّقٌيمْا فّاتَّبٌعٍوهٍ وّلا تّتَّبٌعٍوا السٍَبٍلّ فّتّفّرَّقّ بٌكٍمً عّن سّبٌيلٌهٌ ذّلٌكٍمً وّصَّاكٍم بٌهٌ لّعّلَّكٍمً تّتَّقٍونّ} حيث بين سبحانه ان دين الإسلام هو ما كان مقتفياً لمنهجه صلى آلله عليه وسلم ومنهج خلفائه «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» وانني انوه في هذا المقام بهذه الدولة المباركة التي كانت ومازالت لا تألو جهداً في دعم هذا المنهج الحق والعمل به في شتى شؤونها. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |