* الطائف - هيفاء الهلالي:
أهابت الداعية محاسن الطاهر بأخواتها الداعيات التزام المنهج النبوي عند الدعوة إلى الله في أوساط النساء في الجاليات غير المسلمة، القائم على الرفق واللين،والترغيب، والتحبيب، وابلاغ دعوة الإسلام بالحسنى تأسياً بما كان يقوم به إمام الدعاة وقدوتهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - الذي بعثه الله مبشراً، وليس منفراً، ميسراً وليس معسراً، ورحمة للعالمين.
وأكدت أن الترغيب، وعدم اثارة العداوة والبغضاء، أبلغ للذين لم يتضح لديهم الدليل والبرهان، مشددة على أن واجب الداعية اقامة الحجة بالدليل والبرهان، بالحكمة والموعظة الحسنة، ومبينة أنه من الضروري أن تكون الداعية عارفة بحال المدعوات، سواء كن من أهل الكتاب، أو اللاتي يعتقدن بالفلسفات المادية القديمة، والمعاصرة، وذلك للاستعداد لهم، ومناقشتهم بالتي هي أحسن.
وركزت الداعية محاسن الطاهر - في حديث لها - على ضرورة أن تكون الدعوة لدين الإسلام على بصيرة وحكمة وموعظة حسنة، وجدال بالتي هي أحسن، ويتم ذلك بتدرج يصحبه مرونة وانشراح صدر، وأن يكون ذلك بأخلاق الإسلام الزاكية، وصفاته العالية، ومصدر ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وسيرة سلفنا الصالح، واستنباطات الفقهاء، مطالبة بأن تكون الداعية مؤهلة بالعلم الشرعي، الذي هو شرط أساسي للدعوة، محذرة من أن الدعوة بغير علم ضررها أكبر من نفعها، لأنها تكون على جهل، موجهة النصح للصغيرات اللواتي لا يملكن الخبرة أن يكن داعيات في المستقبل بالعلم أولاً، ثم بتطبيق تعاليم الإسلام وأخلاقه الفاضلة في حياتهن، بحيث يصبحن في المستقبل نموذجاً للمرأة المسلمة، وداعيات للحق.
وأبانت أن معرفة حال المدعوين أصل من أصول الدعوة الأربعة، مستشهدة بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذاً إلى اليمن، قال له: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب»، ليعرف حالهم، ويستعد لهم، مشيراً إلى أن الإسلام هو موضوع الدعوة وحقيقتها، حاثة من كان داعياً أو داعية، أن يبرز محاسن الإسلام في جميع سلوكياته، فهي التي تميز المسلم والمسلمة عن غيرهما، فالالتزام بالإسلام سعادة للمسلمين في الدنيا ونجاته في الآخرة.
واستعرضت الداعية محاسن الصعوبات التي تواجهها الداعية أثناء الدعوة إلى الله تعالى قائلة: هناك التباين الديني والثقافي واللغوي للمدعوات، وإثارة الشبهات، منها ما يتعلق بالداعية، وما يتعلق بموضوع الدعوة، وكذا عدم تقيد كثير من المسلمات بأخلاق الإسلام الفاضلة، وصفاته العالية، والشك والارتياب في صدق الداعية وما تدعو إليه، بالاضافة إلى ذلك هناك الغزو الفكري والثقافي الممنهج والمدعوم من أصحاب الملل الباطلة، والمخالفين لنا في الإسلام.
وأضافت - في السياق ذاته - أن الدعوة تختلف أيضاً بحسب الناحية التعليمية والفكرية للمجتمع، فينبغي للداعية أن تكون على بصيرة، حتى تعرف حال المدعوة، قال الله تعالى:{قٍلً هّذٌهٌ سّبٌيلٌي أّدًعٍو إلّى اللهٌ عّلّى" بّصٌيرّةُ} ، ومن ثم يتم تشخيص الداء، ويوضع الدواء المناسب - بإذن الله -.
ولفتت الداعية محاسن الطاهر النظر إلى أن شروط الداعية ترتكز في توافر العلم الشرعي لدى الداعية، المرتكز على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وتقوى الله تعالى في السر والعلن، وأن تكون حكيمة في إدارتها للأمور، وتضعها في موضعها الصحيح، وتدعو بحكمة وتتدرج في دعوتها، وتتحلى بالمرونة، وانشراح الصدر لمن تخالفها الرأي، وألا تجعل الخلاف مثاراً للعداوة والبغضاء.
ورأت - في نهاية حديثها أهمية أن تتصف الداعية بأخلاق الإسلام الفاضلة، وبالصبر على دعوتها، وما يعترضها من معارضات، ومجادلات، والصبر على ما يعترضها هي من الأذى سواء بالقول أو الفعل، وأن تكون صادقة، لكي تجد احتراماً وقبولاً لدى المدعوات، إلى جانب أن تكون رحيمة متواضعة ذامة للكبر، وقال: فكلما تواضعت الداعية لله - سبحانه وتعالى - نجحت في مساعيها، مع كسر الحواجز بينها وبين الناس، حتى تتمكن من ايصال دعوتها إلى من هم في حاجة إليها، كما يجب على الداعية أن تخالط الناس بدافع الدعوة إلى الله، وعلى أساس الحب في الله.
|