من معجزات وآيات المصطفى صلى الله عليه وسلم
عبدالله بن سليمان الخضيري

لقد كان رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أكثر آيات بينات ومعجزات باهرات عن جميع الرسل، فهو أفضل المرسلين وخاتم النبيين. فلقد ذكر أهل العلم أن دلائل نبوته ورسالته تبلغ ألفاً، فأعظمها هذا القرآن العظيم والذكر الحكيم كلام الله الذي أوحاه إليه وتحداهم أن يأتوا بمثله أو عشر سور أو سورة فعجزوا عن معارضته لقوته، ولا يزال التحدي قائماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. لقد شاء الله أن يجعل هذا القرآن هو معجز هذه الرسالة ولم يشأ أن ينزل آية قاهرة مادية تلوي الأعناق وتخضعها: {إن نَّشّأً نٍنّزٌَلً عّلّيًهٌم مٌَنّ السَّمّاءٌ آيّةْ فّظّلَّتً أّعًنّاقٍهٍمً لّهّا خّاضٌعٌينّ } لكنه شاء أن يجعلها هذا القرآن. قال صلى الله عليه وسلم: «ما من الأنبياء إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله لي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة..» رواه البخاري ومسلم. المعجزات الخارقات لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن من سماع مثل هذا يزيد الايمان في القلب والتعظيم للرب وكمال الحب لله ولرسوله: {وّذّكٌَرً فّإنَّ الذٌَكًرّى" تّنفّعٍ المٍؤًمٌنٌينّ } وهم أصحاب القلوب الحية المطمئنة التي تؤمن بأن الله على كل شيء قدير، فمن الآيات البينات: اسراء الله بنبيه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث جمع الله الأنبياء فصلى بهم إماماً {سٍبًحّانّ الذٌي أّسًرّى" بٌعّبًدٌهٌ لّيًلاْ مٌَنّ المّسًجٌدٌ الحرّامٌ إلّى المسًجٌدٌ الأّقًصّا الّذٌي بّارّكًنّا حّوًلّهٍ لٌنٍرٌيّهٍ مٌنً آيّاتٌنّا}، ومن هناك عرج به إلى السموات العلا، وهناك رأى من آيات ربه الكبرى، رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، وصعد إلى سدرة المنتهى وجاوز السبع الطباق وكلمه الرحمن عز وجل وقرّبه: {أّفّتٍمّارٍونّهٍ عّلّى" مّا يّرّى" (12) وّلّقّدً رّآهٍ نّزًلّةْ أٍخًرّى" (13) عٌندّ سٌدًرّةٌ المٍنتّهّى" (14) عٌندّهّا جّنَّةٍ المّأًوّى" (15) إذً يّغًشّى السٌَدًرّةّ مّا يّغًشّى" (16) مّا زّاغّ البّصّرٍ وّمّا طّغّى" (17) لّقّدً رّأّى" مٌنً آيّاتٌ رّبٌَهٌ الكٍبًرّى" (18)} ، واستعظم كفار قريش هذا الأمر فلقد كانت القوافل تمضي المدد الطويلة في الذهاب إلى بيت المقدس والعودة منه، فكيف يتسنى لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يمضي ويرجع في جزء من ليلة! ذلك أمر عجيب، وهو حقاً عجيب، ولكن العجب يتلاشى ويزول إذا علمنا أن الله هو الذي أسرى به وهو سبحانه على كل شيء قدير، ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أن أهل مكة سألوه آية فانشق القمر - بإذن الله - شقين حتى رأوا حراء بينهما في ليلة كان القمر فيها بدراً، قال عز وجل: {اقًتّرّبّتٌ السَّاعّةٍ وّانشّقَّ القّمّرٍ (1) وّإن يّرّوًا آيّةْ يٍعًرٌضٍوا وّيّقٍولٍوا سٌحًرِ مٍَسًتّمٌرَِ (2)}، وأحاديث انشقاق القمر متواترة أجمع عليها المسلمون.