غازي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمدير ووفه التبجيلا
ويكاد يفلقني الوزير بقوله:
كاد المدير بأن يكون الغولا
أقعد فديتك لا يكون مبجلا
من عاش يومه خائفا وكسولا
عيناه عينا صقر إلا أنه
لا ينظر الشيء القليل قليلا
عين على باب الوزير ذليلة
وعيونه الأخرى تجوب النيلا
يقتات من حمى المراجع أنسه
يرد الفرات زئيره والنيلا
يمشي أمام البشت زهوا بالذي
أوصت به أم العيال عجولا
ويصيح في وسط الممر مهرولا
طمعا بكسب رضاها والتبجيلا
ويكاد يصهل بالذين تجمعوا
متجاهلا سنن النظام الأولى
والناس في جنبات مكتبه سدى
يتنافسن بحظوة وقبولا
قد قسم الناس الذين تجمعوا
من حوله فرقا تريد وصولا
وتراهم كالنمل في عز الضحى
والكل منهم جائع وأكولا
متناثرين على بقايا تمرة
يرجون وعدا سابقا مأمولا
البعض يدخل والبقية تنتظر
حتى يتاح لها الدخول فلولا
و«يشوت» من ليست لديه وساطة
ويقرب الأهلون بالمعسولا
ويقوم طولا للذي من جنسه
وأولوه من أهل القرون الأولى
ويكذب الجمع الغفير أمامنا
إن الوزير بحاله مشغولا
ويكاد يقسم للجميع بأنه
لم يأت صبحا، أو يعود أصيلا
لما اقتربت إليه اشرح موقفي
وأبين الملبوس والمجهولا