هنالك من القصص والمواقف ما يثير في النفس المواعظ او المسرات او التأمل وقد يختلف الهدف والتأثير من القصص تبعاً لاختلاف الاساليب والمضمون وسأورد لقراء صفحة شواطىء هذه الحادثة لعل فيها ما نصبو من التأثير الروحي في الاعجاز.
بداية حدثتني صديقتي عن مأساة ابنها سعد الدائمة مع الرعاف بشكل متكرر مما دفع بها وبوالده إلى البحث عن انواع الاستطبابات للعلاج.
كلما ذكرت وصفة.. او دواء معينا تم تجربتها لعل فيها ما يوقف هذا النزيف العنيد.. وآخرها العلاج بالكي عن طريق الكهرباء في المستشفى ولكنه ايقاف مؤقت سرعان ما يشتاق الرعاف الى رفيقه الانف لينزل بغزارة وكأنه يتحدانا بهذا الانتصار المؤقت.. ولنرى في النهاية لمن الغلبة نحن ام رعاف انف سعد.. وسبحان الله الذي جعل بعد كل عسر يسرين فقد لمع في ذهن صديقتي دواء استشعرت فيه حسن الظن بالله ثم قد تكون رحمة من الله بسعد من ايقاف المزيد من فقدان الدم ..فورا بادرت بالتنفيذ.
احضرت صغيرها وانفه يرعف بشدة وقد امتلأت ملابسه واستهلك الكثير من المحارم الورقية وقد مال برأسه الى الخلف ظناً منه ومن والدته ان تلك الطريقة الصحيحة لإيقاف هذا الدم المتدفق رغم انها طريقة خاطئة ارتبطت في اذهان نازفي الانوف.. ثم اجلسته موازياً لها وبدأت تقرأ القرآن من سورة هود هذه الآية:
{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.
وسبحان الله ما اتمت ام سعد كتابة هذه الآية في الهواء على جبهته الا ويتوقف الرعاف فجأة.
وهذه اسرع حالة اسعافية ايجابية يستجيب لها انف سعد العزيز.. قياساً للحالات الاسعافية الاخرى.. فصارت هذه الآية هبة علاجية من رب العالمين.. مجرد نزول او قطرة علامة الرعاف الا وتسارع والدته بكتابة هذه الآية قراءة ويتوقف الرعاف فجأة.. بل يقل تدفق الدم كل مرة عن ذي قبل الى ان يتوقف نهائياً بإذن الله تعالى.
والطريف ما حدث من موقف بين وكيل المدرسة واسرة سعد بسبب انفه العزيز..
وكيل المدرسة اتصل على اسرة سعد في يوم رعف فيه انفه كثيرا ولم تجدِ المحاولات الاسعافية التي قامت بها ادارة المدرسة والمرشد الطلابي فما كان منهم الا اخبار اهله لينقذوا ابنهم قبل أن يجف دمه.. فطلبت ام سعد من الوكيل قراءة هذه الآية على جبينه فاندهش الوكيل وقال وما علاقة هذه الآية بوقف النزيف.. اقول لك سعداً ينزف.. فليسارع ولي امره بإسعافه وانت تقولي اقرأ عليه القرآن.. لكن صديقتي تلك المرأة التي جربت تأثير القرآن على ابنها وقدرته العجيبة على ايقاف الرعاف طلبت بكل لطف واصرار ان يقرأ الوكيل او من ينوب عنه هذه الآية وبعد ذلك يرى النتيجة.. سبحان الله ما اجمل حسن الظن بالله فوافق الوكيل على مضض ولسان حاله يشكو من قساوة بعض الامهات وكيف أنها تجازف في اهدار المزيد من دم ابنها وكأنه عصير فاسد لا معنى ولا قيمة له وبعد فترة قصيرة اتصل الوكيل بالاسرة ليطمئنها بتوقف الرعاف بمجرد كتابة الآية على جبينه .. ويفضل عدم احضار ولي امره لعدم الحاجة اليه.. ولم ينس إن يهنىء اسرة سعد على حسن ظنهم بالله وبآياته في القدرة الإلهية على الشفاء انه القرآن اجمل كلمة تنطلق من شفاهنا كترنيمة دعاء صادقة.. سلسبيل المؤمن العذب في تلاوته حلاوة الايمان وتتجدد الصلة الروحية بالرحمن وفي كل حرف من قراءته ثقل في الميزان.. قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً}
وعن عبد الملك بن عمير رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء» ولقد تم العلاج بها في كثير من الامراض العضوية والنفسية.. فشفيت تماما بإذن الله ويكفي ان النبي صلى الله عليه وسلم اسماها رقية ولم يحدد مرضاً معيناً. ويخطرني قول الشاعر العشماوي: اذا كان بعد المرء عن ايمانه داء فإن القرب منه علاج
سارة السلطان
|