* رنية - محمد آل ماضي:
لا يزال اهل البادية في محافظة رنية يهتمون بالابل بالرغم من صعوبة طعامها وشرابها وذلك لانهم يستفيدون منها كثيرا وتدر عليهم خيرا وفيرا من الحليب الطازج والخالي من المواد الحافظة.. وعندما يحلب من الناقة مباشرة يكون حارا ولكن اهل البادية الذين كيفوا انفسهم على العيش في البادية والصحارى حيث اصبحوا يبردون الحليب بوضعه في ظل الخيام في الهواء الطلق ويعتبرونها الطريقة المثلى لتبريد الحليب.
وقد قامت «شواطىء» بزيارة لاحد سكان البادية في ضاحية رنية والتقت بصاحب الابل مناحي سعد السبيعي حيث قال: انني ورثت هذه الابل عن والدي الذي توفي قبل عام وكان رحمه الله يقتني هذه الابل منذ طفولته ومولعا بها وانت تعلم ان الابل نعمة عظيمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى وقد ذكرها الله جل وعلا في كتابه الكريم وقد وصفها الله بصفات تختلف عن جميع المخلوقات حيث انها تكيفت على العيش في الصحارى وتتحمل العطش لمسافات طويلة ولفترة زمنية طويلة وقد كان يستخدمها سكان البادية في سفرهم آنذاك ويحملون عليها كل ما لديهم من امتعة واغراض لان حياة البادية تتطلب التنقل من مكان الى آخر للبحث عن العشب والماء وهم يتبعون هواء الابل في سيرها.
ويضيف السبيعي قائلا: في السنوات الأخيرة اصبحنا نعاني كثيرا من قلة العشب والماء وننتظر رحمه الله تعالى على عباده.. وقد اصبحت الامطار نادرة مما اثقل كاهلنا بشراء الاعلاف والشعير.
وسكان البادية لا يفضلون البقاء في المدن لانهم تكيفوا على حياة الصحراء والهواء الطلق.. وحول سؤال طرحته «شواطىء» على صاحب الابل عن لماذا تحتفظ بها بالرغم من هذه التكاليف الباهظة؟ اجاب قائلا: احتفظ بها لأن والدي رحمه الله أوصاني بالحفاظ عليها وعدم التفريط فيها لانها محببة لديه وكان يصفها بسفينة الصحراء ولهذا سوف احتفظ بها لنفسي ولابنائي من بعدي.
|