* الجبيل - طامي الدوسري:
لكل صناعة جديدة او تقنية جديدة تبعات وظواهر سلبية، ومع سرعة انتشار اسواق الاتصالات خاصة الجوالات بالمملكة عامة بدأت تخرج لنا ظواهر غير حضارية غير نظامية بشكل او بآخر جرياً للبحث عن لقمة العيش والدخل المالي السريع في نشاط تجاري مغر لمكاسبه، هذه الظواهر غير المنظمة بلا شك ادت الى اللحاق بأضرار لمحلات دخلت هذا المجال بطرق نظامية وقانونية.
وهنا تعالت صيحات ونداءات اصحاب محلات وكوشكات بيع الجوالات بسوق الاتصالات بمحافظة الجبيل من الخسائر التي تلاحقهم من جراء التلاعب والغش واستغلال الزبائن وتصيدهم من على ارصفة السوق والمحلات بشارع الجبل الذي يكتظ به حوالي 50 محلاً وعلقت على ابوابه بعض الكتابات والتعاميم من شرطة محافظة الجبيل التي تحذر من البيع والشراء من باعة الارصفة، وتطالب المحلات بالتعاون مع الشرطة في ذلك.
الجزيرة جالت في سوق الاتصالات وخرجت بحصيلة من معاناة اصحاب المحلات الذين اكدوا ان هذه الظاهرة تسيء الى سمعة ومكانة محافظة الجبيل لأنها ظاهرة غير حضارية ناهيك عن الخسائر والاضرار التي لحقت بهم مادياً ، كذلك المشاكل والخلافات التي تحدث يومياً امام المحلات. فيما نفى باعة الارصفة «الشريطية» من انهم يبيعون اجهزة مغشوشة او انها مسروقة، وانهم لا يجدون اي مضايقة من جولات اي جهة رسمية مما يؤكد التغيب التام للجهات الرسمية عن هذه الظاهرة فإلى هذه الجولة.
يسرقون الزبائن من وسط المحلات
في البداية توجهنا لاصحاب المحلات والكوشكات بالسوق فالتقينا بالمواطن/ علي اسعد الشمري الذي تحدث في البداية عن هذه الظاهرة بأنها نشأت منذ بدء افتتاح محلات الجوالات بمحافظة الجبيل منذ اكثر من سنة، وتتمثل مشاكل واضرار هؤلاء الشريطية في نظري في اصطياد الزبائن القادمين لمحلاتنا ممن يريد بيع او شراء اجهزة جوال بل وصلت مضايقتهم الى انهم يتجرؤون ويدخلون وسط المحلات ويسرقون الزبائن من بين ايدينا وامام اعيننا، ونحن لا نملك اي شيء لمواجهة ومحاربة هؤلاء الشريطية الذين ادوا الى خسارة المحلات في بعض الاشهر خاصة اذا علمنا ان بعض الايجارات للكوشك تصل بعضها الى 1000 ريال.
واشار الشمري في حديثه الى ان اغلب هؤلاء الشريطية هم وللاسف موظفون عسكريون ومدنيون وزاد نشاطهم في الفترات الاخيرة ولم ير اي تقلص لهذه الظاهرة بل هي في زيادة في ذروة ونشاط السوق وازدهاره.
ضمانات الاجهزة مزيفة
اما المواطن/ ظافر اليامي بائع سعودي في كوشك ايضاً فيذكر هنا بعض المشاكل التي تترتب على وجود هذه الظاهرة فيقول: ان مشاكل الشريطية لا تتمثل فقط في اصطياد الزبائن بل انهم يبيعون اجهزة عطلانة بها اعطال مختلفة لا تظهر الا بعد فترة من استخدامه، ومن بعدها ربما يتوقف الجهاز او ربما لا يعمل بشكل صحيح على الرغم من وجود ضمان معه «لكنه مزيف وينكشف ذلك حينما تراجع به للوكالة ويقولون لك ان هذا الضمان غير مقبول» وبعد فترة يجيء هذا الزبون «المغلوب على امره» الى السوق يبحث عن الشخص الذي باعه هذا الجهاز فلا يجده بل يأتي الينا ويسأل عن شخص مواصفاته كذا وكذا. وعلى هذا الشكل والطرق ينخدع الزبون بمثل هؤلاء الشريطية.
واشار اليامي الى ان الكوشكات والمحلات لا تبيع الجهاز الا بضمانه وبفاتورة وعلى اقل تقدير تضمن المحل الذي باعك الجهاز ويضمن لك صيانته حسب الاتفاقية المبرمة بين البائع والمشتري بأوراق موثقة.
جوالات شبهة يجهلها الزبون السعودي
فيما يقول/ ابراهيم الحربي بائع سعودي عن هذه الظاهرة بأن المواطن والزبون السعودي العادي حينما يأتي لسوق غالباً ما يبحث عن ارخص الاسعار ويفرق في نفس الوقت عن اسعار محلات وكوشكات الجوالات، وهي حقيقة تعتبر مغامرة متناسياً بذلك الخصوصية والامان الذي سيحققه لو انه باع او اشترى من محلات السوق، حتى لو فرق السعر بشيء بسيط جداً في سبيل الحصول على المصداقية في باعتها وبعيداً عن اساليب الغش والخداع، ونسي كذلك انه ربما تكون تلك الاجهزة مسروقة ومن ثم يقع بعد ذلك في مشاكل ما لا نهاية لها لم يتوقعها ولم يفكر فيها ابداً على الرغم من صدور تعاميم تحذيرية من شرطة الجبيل المتكررة من البيع والشراء مع هؤلاء الباعة في هذه الاجهزة الا بأوراق موثقة والابتعاد عن اسلوب الغش واستغلال الزبائن.
توفير امن خاص للسوق ضروري
فيما اشار المواطن/ جزاع المطيري - بائع سعودي بالسوق الى ان محافظة الجبيل توجد بها هذه الظاهرة بشكل لافت للنظر وان صاحب ومالك مجمع المحلات والكوشكات لا يعير اي اهتمام واي مسئولية عن هذه الظاهرة بينما لا نلحظ هذه الظاهرة في مدن الرياض والدمام وغيرها اذ إن ملاك هذا السوق يقومون بأنفسهم بمحاربة هؤلاء الشريطية والتضييق عليهم باستدعاء الشرطة لهم بل يصل في بعض الاوقات الى تواجد دورية الشرطة طوال فترة نشاط وحركة السوق.
ويقترح المواطن المطيري ان يكون هناك امن خاص بالسوق كما هو موجود في بعض الاسواق التجارية المركزية، وقال نحن مستعدون لدفع رواتب رجل الامن الخاص شريطة ان يحقق لنا الحماية من هولاء الشريطية الذين يسرقون الزبائن من امامنا ويفكون الخلافات والمشاكل التي تحصل دوماً بين الزبائن مع هؤلاء الشريطية.
واختتم حديثه لنا بالاشارة الى ان اجهزة الجوالات التي يبيعها هؤلاء الباعة فيها شبهة كبيرة وغير معروفة المصدر وقد تكون مسروقة خاصة حينما نعلم ونرى هناك فارقا كبيرا في السعر مقارنة مع اسعار المحلات.
ويمثل المطيري بجهاز «المملكة المعروف بهذا الاسم» الذي يقول انه يبيعه بسعر 900 ريال بينما يباع مع هؤلاء الباعة بسعر 600 ريال مما يثير الشكوك والريبة بأنه لن يباع جهاز بهذا السعر الا لكونه جهازا مسروقا!! وفي نفس الوقت يقوم هؤلاء الشريطية بتشويه سمعة المحلات حينما يذكر وينبه الزبون بفارق السعر الكبير ويتهمنا برفع الاسعار بشكل كبير.
العمالة الاجنبية تدخل بجرأة!!
ويعود المواطن/ علي اسعد الشمري بالحديث معنا مؤكداً ما يثبت ان الوضع والظاهرة وصلت الى حد التمادي والجرأة ليست من المواطن السعودي فقط اذ وصل الامر دخول ومشاركة عمالة اجنبية «شرق آسيا» حيث تتواجد اعداد من العمالة لا بأس بها تعرض بعض الجوالات في الاسواق دون ان تصطحب ما يثبت ملكيتها لتلك الاجهزة وذلك خلال يومي الخميس والجمعة.
كما اشار الى ان قسم المباحث بشرطة محافظة الجبيل قامت قبل فترة بجولة مفاجئة على هؤلاء الباعة وقبضت على بعضهم ففرحنا بذلك لكنهم بعد مدة قصيرة عادوا بمزاولة نشاطهم وهم نفس الاشخاص الذين قبض عليهم من قبل!!
وطالب بأن تكون هناك لجنة مكونة من عدة جهات حكومية لها صلة بمطاردة هؤلاء الشريطية لضمان حقوق اصحاب المحلات الذين يدفعون شهرياً ايجارات مالية لملاكها
اقامة ساحة لحراج الجوالات
فيما يقترح المواطن/ فايز الشمري - بائع بالسوق الحل لفوضى البيع بأسواق الاتصالات اللافت للانتباه على امتداد شارع الجبل والفرعية له اقامة ساحة لحراج اجهزة الجوالات مع وجود مكاتب معتمدة ومتابعة من البلدية لتوثيق البيع والشراء به وحمايته من الاجهزة المسروقة وتجاوزه للانظمة والتعليمات كي يضيق عليهم السبل او أن يستأجروا محلات او كوشكات فالسوق مليء بالاماكن التي لم تستأجر بعد عندئذ سنطلب منهم الرحيل او استدعاء الاجهزة الامنية لإجبارهم قانونياً بالتوجه للمواقع الخاصة.
وعن حركة البيع والشراء في السوق يعود المواطن/ فايز الشمري مجددا ليقول: حقيقة ان اصحاب المحلات ووضعها المتأزم مع وجود هذه الظاهرة تتركز مكاسبهم وتجارتهم اكثر في اكسوارات الاتصالات التي تأتي كل يوم بأشياء جديدة وموديلات حديثة ومميزات متغيرة تحفز الشباب والفتيات لاقتناء كل جديد جرياً وراء الموضة وحبا في المظاهر ويختلف كل موديل عن الآخر. كذلك تتركز التجارة في صيانة الاجهزة وتركيب احدث النغمات المتنوعة مشيراً الى ان هذه تقليعة عند الشباب والفتيات على الرغم من ان التغيير مطلوب في شتى الحياة وليس فقط لاجهزة الجوالات.
وعن الاوقات التي يشهدها السوق اكثر حركة فقال تظهر الحركة بشكل واضح في نهاية كل شهر خاصة عند استلام الموظفين والموظفات لرواتبهم.
اختلط الحابل بالنابل
وقال بائع سعودي رفض ذكر اسمه - بان اصحاب المحلات سبق وان تقدموا بشكوى لمديرية شرطة محافظة الجبيل تذمروا فيها من هؤلاء السماسرة وانهم تضرروا مادياً وصلت بهم الى خسائر اثر تواجدهم امام المحلات يزاولون مهنة البيع والشراء في اجهزة الجوالات دون ان يستأجروا محلات وطالبوا بحل هذه القضية من جذورها محذرين من زيادة نشاط هذه العملية، ولكن للاسف وقع ما توقعه اصحاب المحلات حيث استفحل الامر واختلط الحابل بالنابل كما يقال اذ لم يعد احد يستطيع ان يكلم فرداً فرداً ويرجع استفحال هذا الامر الى عدم تجاوب وتخاذل الجهات الرسمية بشكل سليم وبحزم مع هذه القضية ليس هناك ما يرعب او يخوف الشريطية.
ويؤكد المقيم/ عبدالوهاب العزي - يماني الجنسية - ما ذكره صديقه عن اسباب زيادة هذه الظاهرة بالاشارة الى ان عدم استماتة الجهات الرسمية «كالشرطة والبلدية ووزارة التجارة» في تتبع هذه القضية هو الذي ساهم الى ان تصل بهذا الشكل بل شجع النفوس الاخرى لدخول هذه المهنة عبر هذا الطريق الجريء امام اعين الناس كلها لانها ليس هناك ما يرعب لدخول هذه المهنة عبر هذا الطريق الجريء امام اعين الناس كلها لانه ليس هناك ما يرعب او يخوف اي شخص يريد ان يجرب ويدخل هذه التجارة.
|