* بغداد - من اليستر ماكدونالد - الوكالات:
نشرت السلطات الأمريكية أمس الخميس في العاصمة العراقية صوراً قدمت على انها لجثتي نجلي الرئيس العراقي المخلوع عدي وقصي صدام حسين، وقد عرضت على الصحافيين في بغداد اربع صور عن رأس وصدر عدي وقصي اضافة الى صورة اشعة عن ساق عدي.
ويرى العديد من المسؤولين الامريكيين ان وزارة الدفاع الأمريكية تريد اقناع العراقيين الذين مازالوا مترددين في تصديق نبأ مقتل عدي وقصي انهما قتلا فعلا في الهجوم الذي قام به الجنود الامريكيون الثلاثاء في الموصل في شمال العراق.
يشار الى ان التقاليد داخل الجيش الامريكي تقضي كما تشير الصحف الأمريكية بعدم نشر صور القتلى.
وكان أحد أعضاء مجلس الحكم الانتقالي وهو طبيب اكد انه «ليس هناك ادنى شك» في ان الجثتين اللتين شاهدهما تعودان لنجلي الرئيس العراقي السابق.
وعلى صعيد التطورات قتل ثلاثة جنود امريكيين أمس الخميس في العراق، في الوقت الذي دعا فيه التحالف الامريكي البريطاني مجلس الحكم الانتقالي العراقي الى رؤية جثتي عدي وقصي صدام حسين.
وبذلك يرتفع الى 44 على الاقل عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا منذ الاول من ايار/مايو« تاريخ اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق».
وفي وسط بغداد، ذكر شهود ان القوات الأمريكية فتحت النار صباح الخميس على سيارة مدنية عراقية رفضت التوقف عند حاجز عسكري امريكي، ما ادى الى مقتل راكبي السيارة التي اندلعت فيها النار.
ولم يكن من الممكن التأكد، بحسب المعلومات الاولية، ما اذا كان مقتل العراقيين نجم عن اصابتهما برصاص امريكي او احتراق السيارة.
على الصعيد السياسي، يستكمل مجلس الحكم الانتقالي استعداداته لتعيين الوزراء، واكد عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمد بحر العلوم في حديث الى وكالة فرانس برس أمس الخميس ان استكمال هيكلة الحكومة وتعيين الوزراء العراقيين الجدد سيتم خلال اسبوعين. واعلن عضو مجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجة جي في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان هدف هذا المجلس الموقت هو الحد قدر المستطاع من طول الفترة الانتقالية لكي يستعيد العراق سيادته الكاملة. في وقت وجه مقتل عدي وقصي صدام حسين ضربة معنوية قوية بلا شك للرئيس العراقي المخلوع الا ان على الجنود الامريكيين الذين يشعرون ان الخناق ربما ضاق اكثر حول صدام الهارب الاحتراس لان صدام وزمرته ليسوا الأعداء الوحيدين الذين يواجهونهم.
وحتى إذا ما اهتم احد بدعاوي صدام التحريضية لمحاربة الامريكيين التي بثها عبر تسجيل صوتي يبدو انه سجله قبل مقتل قصي وعدي فان المحللين يتشككون في ان صدام وولديه وحدهم كانوا وراء جميع هجمات المقاومة التي اعلنت مسؤوليتها عن مقتل ثلاثة امريكيين آخرين يوم الخميس.
والواقع ان الغضب من الغزو الامريكي وتنامي النشاط السياسي المناوئ للامريكيين يمكن ان يغذيا قدرا متواضعا من القتال لفترة من الوقت. وقال حافظ علوان حمودي مساعد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد «هل المقاومة تأتي فقط من جانب انصار صدام.. لا».
واضاف ان كثير من العراقيين الذين لا يحبون صدام ولا يتمنون عودته اغضبهم الغزو الامريكي.
وعلى الجانب الآخر فان انصار صدام يتناقصون فيما يبدو بسرعة. ولابد ان مقتل عدي وقصي سيهز بقوة غريزة البقاء لدى صدام، وقال حمودي «كان يزعم دائما انه رجل قوي، رجل حديدي، الآن يعيش في خوف وحزن، ان قدراته صارت محدودة اكثر».
ويبدو ان الذي باع عدي وقصي احد المقربين منهما من اجل المكافأة الضخمة، وإذا ما كان صدام حسين المرصود من اجله مكافأة قدرها 25 مليون دولار بعيدا من مدينة الموصل الشمالية فان الوقت ينفد بالنسبة له. وقال فرانك اومباخ المحلل الامني في المجلس الالماني للعلاقات الخارجية «الحلقة تضيق حول رقبة صدام، العراق مختلف عن افغانستان حيث فرص الهرب والاختباء اكبر.. صدام حسين ايضا مكروه اكثر من جانب شعبه».
وقال لاري كورب المساعد السابق لوزير الدفاع الامريكي والذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك ان نموذج المخبر العراقي في الموصل الذي وشى بعدي وقصي يمكن ان يغري عراقيين اكثر بالتعاون مع القوات الأمريكية.
|