* رام الله من محمد السعدي رويترز:
قال فلسطينيون ان المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس يعتمد كثيرا على فوزه بمساندة واسعة خلال زيارته واشنطن هذا الاسبوع من اجل اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين والمضي قدما في خطوات السلام.
وقال وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو ان اطلاق سراح السجناء امر حيوي لوضع عباس بين الفلسطينيين وسيكون احدى القضايا الرئيسية التي سيبحثها مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن يوم الجمعة.
وقال عمرو انه اذا لم يتحقق تقدم في هذه الزيارة المهمة لواشنطن فمن المؤكد ان عباس سيواجه موقفا صعبا بين ابناء الشعب الفلسطيني وداخل المجلس التشريعي الفلسطيني، واضاف ان بعض النواب يطالب باجراء تصويت على الثقة بالحكومة بعد زيارة واشنطن.
وفي واشنطن اقر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بالمأزق الذي يواجه عباس قائلا في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية إسرائيل ما نحاول ان فعله هو ان نثبت للشعب الفلسطيني ان هذا الرجل زعيم.
وحذر نشطاء فلسطينيون من انه اذا لم تفرج إسرائيل عما يقدر بنحو ستة الاف معتقل في سجونها فان الهدنة الهشة التي اعلنت يوم 29 من يونيو حزيران الماضي واوقفت الهجمات على الإسرائيليين ستتعرض للخطر.
وتقول إسرائيل انها لن تطلق سراح الفلسطينيين الذين شاركوا في قتل إسرائيليين.
واثناء لقاء مع عباس وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي سيجتمع ايضا مع بوش في واشنطن الاسبوع القادم على اطلاق سراح مئات الفلسطينيين.
لكن لجنة وزارية قررت يوم الاربعاء بعد فحص قائمة محتملة باسماء المعتقلين الذين سيطلق سراحهم انه يتعين ان يوافق مجلس الوزراء الإسرائيلي بشكل رسمي على اطلاق سراح عناصر تنتمي إلى حماس والجهاد قبل ان يكون من الممكن اطلاقهم، ويجتمع مجلس الوزراء الاحد القادم.
وقال باول ان احد الاهداف الرئيسية لزيارتي عباس وشارون لواشنطن هو «تعزيز مركزه - عباس».
وافاد بيان صادر عن مكتب شارون بان رئيس الوزراء الإسرائيلي ابلغ اللجنة ان اطلاق سراح المساجين مسألة مهمة للمساعدة في دعم محمود عباس وانه سيتم اطلاق سراحهم بشكل تدريجي وبشرط استمرار الفلسطينيين في الامتناع عن شن هجمات.
وقال هشام عبد الرازق الوزير الفلسطيني لشؤون الاسرى ان قرار اللجنة يمكن ان يعرض للخطر خطة «خارطة الطريق» إلى السلام المدعومة من أمريكا والتي تضع تصورا لاقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
ووصف اجتماعا عقد يوم الثلاثاء بشأن مسألة المعتقلين بانه كان«فاشلا» بعد ان رفضت إسرائيل ان تكون للفلسطينيين كلمة في تحديد من يطلق سراحهم.
ومن المتوقع ان يطلق سراح الدفعة الجديدة من المعتقلين في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال عبد العزيز الرنتيسي احد زعماء حركة حماس انه حتى لو ظل سجين واحد خلف القضبان فهذا يعني انتهاكا للهدنة.
واضاف انه اذا لم تفرج إسرائيل عن كل المعتقلين فستكون مسؤولة عما سيحدث.
غير ان مكتب وزير شؤون الامن الفلسطيني محمد دحلان قال في بيان ان التأخير الواضح: هو خطوة إسرائيلية لعرقلة طريق السلام والجهود الدولية لحقن الدماء.
|