* بغداد من اليستر
ماكدونالد رويترز:
وجه مقتل عدي وقصي صدام حسين ضربة معنوية قوية بلا شك للرئيس العراقي المخلوع الا ان على الجنود الامريكيين الذين يشعرون ان الخناق ربما ضاق اكثر حول صدام الهارب الاحتراس لان صدام وزمرته ليسوا الأعداء الوحيدين الذين يواجهونهم.
وحتى إذا ما اهتم احد بدعاوي صدام التحريضية لمحاربة الامريكيين التي بثها عبر تسجيل صوتي يبدو انه سجله قبل مقتل قصي وعدي فان المحللين يتشككون في ان صدام وولديه وحدهم كانوا وراء جميع هجمات المقاومة التي اعلنت مسؤوليتها عن مقتل ثلاثة امريكيين آخرين يوم الخميس.
والواقع ان الغضب من الغزو الامريكي وتنامي النشاط السياسي المناوئ للامريكيين يمكن ان يغذيا قدرا متواضعا من القتال لفترة من الوقت. وقال حافظ علوان حمودي مساعد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد «هل المقاومة تأتي فقط من جانب انصار صدام.. لا».
واضاف ان كثير من العراقيين الذين لا يحبون صدام ولا يتمنون عودته اغضبهم الغزو الامريكي.
وعلى الجانب الآخر فان انصار صدام يتناقصون فيما يبدو بسرعة.
ولابد ان مقتل عدي وقصي سيهز بقوة غريزة البقاء لدى صدام، وقال حمودي «كان يزعم دائما انه رجل قوي، رجل حديدي، الآن يعيش في خوف وحزن، ان قدراته صارت محدودة اكثر».
ويبدو ان الذي باع عدي وقصي احد المقربين منهما من اجل المكافأة الضخمة، وإذا ما كان صدام حسين المرصود من اجله مكافأة قدرها 25 مليون دولار بعيدا من مدينة الموصل الشمالية فان الوقت ينفد بالنسبة له.
وقال فرانك اومباخ المحلل الامني في المجلس الالماني للعلاقات الخارجية «الحلقة تضيق حول رقبة صدام، العراق مختلف عن افغانستان حيث فرص الهرب والاختباء اكبر.. صدام حسين ايضا مكروه اكثر من جانب شعبه».
وقال لاري كورب المساعد السابق لوزير الدفاع الامريكي والذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك ان نموذج المخبر العراقي في الموصل الذي وشى بعدي وقصي يمكن ان يغري عراقيين اكثر بالتعاون مع القوات الأمريكية.
وقال «سينضم الناس الى صفنا الآن، إذا ما اخذ المخبر «الذي وشى بابني صدام» المال وبقي على قيد الحياة فان ذلك يمكن ان يشجع آخرين على تسليم صدام... لابد ان البعض يعرف اين هو».
وسيود كثير من العراقيين سواء الذين ليس بهم رغبة في التأكد في انه ذهب فعلا بلا رجعة أو رؤيته ذليلا مع تقديمه للعدالة سيودون ان يلقى القبض على صدام حسين حيا.
وقال مودي «نريد محاكمته حتى يمكن ان يدفع ثمن جرائمه ونريده ذليلا كما اذلنا، لكنه لن يستسلم، ربما سينتحر».
واستخدمت قوات امريكية ضخمة للقضاء على عدي وقصي وحفيد صدام، ويعتقد البعض ان واشنطن لن تفضل التعامل مع تعقيدات عملية تستهدف القاء القبض على صدام واحتجازه.
إلا انه حتى مع اختفاء صدام فان القوات الأمريكية تواجه مشكلات.
وقال وميض نظمي خبير العلوم السياسية في جامعة بغداد «لا اعتقد ان صدام وولديه جزء مهم من المقاومة. وإذا ما كان لهم اي دور فانه دور محدود».
وقال باتريك كوكبورن الصحفي البريطاني الذي كتب السيرة الذاتية لصدام حسين «نعم، هناك كثيرون من الحرس الجمهوري والجيش وقوات الامن الذين كانت حياتهم افضل في ظل حكم صدام حسين، الا انهم ربما لا يخوضون حربا من اجل عودة صدام، ربما كانوا يقاتلون من اجل اسباب اخرى، القومية والشعور الاسلامي والخلافات المحلية مع الامريكيين أو مع اولئك الذين يتعاونون مع الامريكيين».
وهناك جماعات غامضة اخرى منها واحدة على الاقل تزعم علاقتها بتنظيم القاعدة اعلنت مسؤوليتها عن عشرات الهجمات التي اسفرت عن مقتل 44 جنديا امريكيا منذ اعلنت واشنطن انتهاء الحرب في اول مايو ايار.
ويعترف المسؤولون الامريكيون انفسهم بأنه ربما تتصاعد حدة الهجمات الانتقامية. وظهرت جماعة من الشباب الملثمين عبر شاشة محطة تلفزيونية عربية وهم يتوعدون بالانتقام يوم الاربعاء.
إلا ان كثيرين يشكون في ان لدى صدام ما يكفي من الاتباع أو الموارد لتشكيل اي تهديد يخشى منه في العراق أو خارجه.
وقال تيرتريه «ربما ينتحر الآن بعد تلاشي ولديه اللذين أعدهما لخلافته، أو ربما يحشد ما تبقى معه من القوات للاضرار بالتحالف تحت وطأة الغضب، ربما هجوم مثير».
|