Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصة قصيرة قصة قصيرة
«المعلمة ومصاصو الدماء»
بدر علوان العلوان /الرياض

الليل أرخى سدوله المكان مظلم إلا من ضوء خافت من غرفة صغيرة تدعى مرسم اميمة عفوا الأستاذة أميمة هي كل شيء في هذا المنزل الذي يقطنه خمسة أشخاص ثلاثة اطفال وأميمة وزوجها خالد، هي الأم، والأب، والطباخة تعمل كالآلة لا تكل ولا تمل من بزوغ الفجر تقوم باعداد الافطار وتذهب بعد ان يفطر الجميع الى المدرسة الاهلية للتدريس بعد ان كانت في المدرسة الحكومية التي تبعد عن المدينة ثلاثمائة كيلا درست فيها عامين ولم يأت النقل زوجها خالد نادم على استقالتها؟ وكل يوم يجتر ما يقوله وهو يقلها الى عملها: آه لو انك في الحكومية لبنيت قصرا من الذهب ولكنْ اخوك مهند مثل الشباب الكسالى الذين ينتظرون العمل وهم نائمون ودائما تنظر اليه شزرا وتقول في نفسها «الشبك يعير المنخل» وتضحك في نفسها طبعا. يوميا تستقبل ابتسامة المديرة الصفراء بصدر رحب وهي تعلم أن وراء هذه الابتسامة مصلحة تحدثت المديرة اليها: أريد يا استاذة أميمة لوحة غير عادية؟ نهديها الى صاحب المدارس عرفانا بجميله معنا جميعا؟! أليس كذلك؟ هزت رأسها بالايجاب وهذا ما جعلها في غرفة المرسم حتى ساعة متأخرة من الليل تفكر بلوحة تصرخ في وجه هذا العالم المادي، لوحة تحكي حياتها مع مصاصي الدماء زوجها الذي لا يعرف الحب والتودد الا نهاية الشهر؟ وهذه المدرسة الأهلية السيئة بكل شيء: راتب ضئيل يحللونه بالحصص الدراسية والنشاط؟ بدأت ترسم اللوحة جسد امرأة والافاعي تحيط بها من كل جانب بعضها يمص دمها ونهر من الدم يجري.اعطت الاستاذة اميمة المديرة اللوحة غير العادية اطلقت المديرة ضحكة مجلجلة: ما هذا؟ ما هذا؟ استجمعت أميمة جميع قواها وضغطت على يدها وصرخت بأعلى صوتها هذه قصة حياتي معكم ومع خالد ولم تتمالك نفسها وسقطت على الارض معلنة الرفض للمجتمع المادي بل مجتمع مصاصي الدماء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved