هكذا هي الحياة.. نسير فيها لا ندرك ماذا نريد منها؟! وماذا تريد منا؟! وهجها سحر.. طلعتها بهية جميلة.. لكن عندما يعترضنا ما يعترضنا من محن هذه الحياة.. ندرك ماذا نريد وماذا تريد!
جميلة هي الحياة عندما تكون سلاماً وعدلاً.. وعقلاً مفكراً.. ورأياً هادياً.. ووداً نقياً.. ومنهجاً قويماً.. جميلة هي الحياة عندما لا تستعبدنا او تأسرنا بجمالها الاخاذ وسحرها الوهاج.. جميلة هي الحياة.. إذا فهمنا معنى الحياة.
الحياة.. فصول ومشاهد.. ابواب ونوافذ.. الحياة باختصار عالم خلقنا فيه ونعيش في وسطه، قد ندرك ماهيتها احياناً وقد لا ندرك.جميل من المرء ان يعيش في هذه الحياة فتمر عليه الايام والساعات بما تحمله في طياتها فيدرك كيف له ان ينفع نفسه بنفسه ولا ينتظر غيره لينفعه.. يسعى ويسعى ليعيش حياةًَ متوازنةً تملؤها السعادة والاستقرار والطمأنينة.. وهنا يكمن جمال الحياة..!
لكن.. كيف نحقق هذه السعادة والطمأنينة لكي نحيا الحياة بجمالها؟!
نحيا حياةً جميلةً سعيدة.. تملأ أرجاءها الطمأنينة والهدوء والاستقرار.. اذا عملنا التالي:
1- القلوب بحاجة الى الغذاء.. فما هو غذاؤها يا ترى؟.. الايمان الحق والذكر الدائم لرب هذا الوجود.. فلنعمرها بذلك.
2- العينان بحاجة للإبصار.. كيف لها ان تبصر؟.. إعمالها فيما خلقت له بالتفكر والتأمل بالنظر بعمق فيما خلق رب هذا الوجود.
3- يحتاج الإنسان الى من يشكو اليه همه وحزنه.. فإذا لم يجد فلا بد له من تنفيس من نوع آخر «بالدموع».. التي قد تكون لغةً كافية للتعبير عن خلجات النفس ولتكن دموعاً حارةً من اجل الله تخرج.. ولله تُسكب..ثق تماماً يا..؟! أنك عندما تتغذى - معنوياً - جيداً ستجد السعادة المنشودة التي يبحث عنها الناس في غير مكانها؟.. السعادة في هذه الحياة كنز لا يدرك الكثيرون معناه!!
تعيسةٌ هي الحياة.. لمن يحسبها جمع مال.. او اشباع شهوات.. او اتباع شبهات او كثرة اولاد.. او.. او.. فإنه لن يدرك السعادة أبداً وسيظل يسعى ويبحث ولا جدوى من سعيه وبحثه.. وحينئذٍ لن يجني الا تعب القلب وإنهاك الجسم وفوات الصحة وانقضاء العمر.اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا.. اللهم آمين.
|