Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرحيل الرحيل
مقالة
عبد الله كليب نزال العنزي

يمضي من عمر الانسان الكثير ونقتبس من جيلنا الكبير وتأتي علينا الدنيا بكثير من مشاكلها وهمومها واوجاعها المريرة. وكل هذا ونهاية المطاف والعبور والسعي هي الى سلم ومدرجات الرحيل الى احدى الدارين اما دار الخلد والنعيم وبها الهناء والسعادة او الى دار العذاب والمهانة وبها الجحيم والسعير. نعم يا نفس اذا عمدت روحك ونزل ملك الموت لاخذها بل لنزعها من جسدك واراحتك من الدنيا بكاملها.. نعم كل من على الارض سوف يرحل وسوف يفنى لقوله تعالى: «{كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ الموًتٌ }.
نعم كل نفس لها ميعاد ولرحيلها وبوقتها بدون تحديد لها ولا تأخير ولا يبقى من الذي صنعته وبنته «النفس» من سنين من مال ومن جاه ومن غير ذلك كل ذلك سوف يفنى ولا يبقى منه سوى العمل الصالح الذي سوف يكون رمزا مشرقا يوم الحساب بعد رحمة الله سبحانه وتعالى لنا اجمعين! اريد ان اوجه لكل عقل بل لكل قلب يعي جيدا معنى الرحيل وهوله وصعوبة نظراته وعبراته هل من مستفيد لهذا ومستعد له ام ماذا؟ تفكرين يا نفس يا من ترهلت لك الدنيا بأنعامها بدون شكر من وهبها لك وهو رب البرية سبحانه وتعالى. نحاول جميعا ان نستعد ليوم الرحيل والانتقال الى الدار الثانية بعيدا عن كل هذه الاوجاع لقوله صلى الله عليه وسلم «اكثروا من ذكر هادم اللذات» يعني كلما ذكرت الموت وتخيلت اهواله وصعوبة منظره كلما قوي ايمانك وازداد اقبال الطاعات بأكثر انواعها وذلك للخوف الشديد من هذا الموقف الصعب لكن عندما تحاول ان لا تكثر من ذكر هادم اللذات فهذا دلالة على ضعف ايمانك ولعدم تقويته بكل ما يفيد يوم الحساب فهل تقوى على تحمل العذاب ام هل لديك صبر يمتد مع ازدياد العذاب ام ماذا؟ احب ان اقول لنفسي أولا ثم لمن يقرأ كتابي او لمن يسمع عما اكتب إن الانسان لابد ان يصون نفسه وعرضه وماله من اجل الحفاظ على ايمانه وعلى تقويته التقوية الايمانية السليمة على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتباعاً لسنته التي اعتقد ان البعض نساها بل أماتها والكثير جدا احياها بالصلاة والصيام والصدقات والاذكار والتسبيح والتهليل والتكبير وغيرها مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون وتابع التابعين وغيرهم وهذا والله لهو الفخر على ان نحيي السنَّة ونعيدها وننشطها وننشرها للذين ماتت قلوبهم بهذه الاشياء يا ليت قومي يعلمون فضل كل هذه الفضائل وكل هذه الاعمال الخيرة الجميلة البسيطة التي لا تأخذ منك دقائق من وقتك وبهذا الوقت يكتب لك الاجر الكبير ان شاء الله فلو كل واحد فكر وحاول ان يطبق الذي يفكر به لكان الشيء العظيم والغالي باحياء هذه السنة الفذة المباركة. بعد هذا الصرح المعبر بمعرفة الرحيل ان نفكر ونحاسب انفسنا قبل ان نحاسب ونستعد كل الاستعداد ونجهز انفسنا وارواحنا لميعاد هذا اليوم ونحاول ان نرجع للصواب ونترك ما جهله الكثير من الناس وغيرهم ونعزم كل العزم لمواصلة باقي حياتنا بالمفيد وترك الكلام عن اعراض المسلمين لكي لا يسخط الله علينا وتكون نهاية رحيلنا والخاتمة سيئة والعياذ بالله.. ونعمل الطاعات لكي تكون نهاية رحيلنا والخاتمة حسنة والحمد لله. عسى الله أن يرزقنا حسن الختام.. ويرزقنا ايضا جنته ويهون علينا هول الموقف وصعوبته.
نعم كل نفس سوف ترحل فأنت يا ايها الاب او الاخ او القريب لماذا لا تريد ان تحاول ان تغرس حب غيرك لك ووده والوقوف معه وليس ضده في كل شيء من امور الحياة بدون تخصيص واعانته للشيء الذي يريده ان كان صوابا وشريفا وليس فيه اي شيء من الشوائب علما بأنك ان كنت ضده فانك سوف ترحل وتترك كل شيء وسوف تكون حسرة عليك انت أيها الأب فاعمل لهذا اليوم الذي سترحل فيه هل اذا رحلت ستترك كل الذي وراءك من مال وعرض ومن جاه ومن اولاد وانت بحاجة هذه الولد الذي يدعو لك بعد رحيلك وليس يدعو عليك بعد هذا الرحيل فكن ابا صافيا او اخا محبا او قريبا غالي! يا ليت.. يا ليت!! كل ذلك لا ينفعك وقت رحيلك.. النفس تهوى وترغب بالمزيد من الاضافات والزيادات من هذا الكلام الذي اشغل خاطري الكثير والغريب عندما كان كل هذا الصد من كثير من الناس وهجرهم ل«احب الناس» لهم وهم فلذة اكبادهم الذين يعيشون حاليا وبكل الهموم والامراض لماذا؟ هل انتم تعجزون عن اسعادهم ام هل انتم لا تريدون ان تبنوا لهم افضل الصور والانماط في سلم الحياة السعيدة وابدال نكدهم وحزنهم وفراقهم الى مدرج البناء السعيد المليء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من سعادة وفرح وحب لبعضهم البعض دون رياء ولا كره ولا بغض حتى ولو بالمجاملة لهم لكي يحسوا بكم وتحسون بهم؟!.
كل نفس سوف ترحل لكن اي نفس عندما ترحل يكون الحزن عليها كبيراً والفقد له عظيماً وله مكانة في القلب حتى بعد الرحيل وآخرون لهم بعد الفراق فرحة وانبساط بفراقهم والهناء بالبعد عنهم من هذه الحياة لانهم لم يكونوا معهم بل كانوا عدم عونهم بالدنيا بأشياء يتمنونها ومن السهل تحقيقها لكن لا يريدون عمل الشيء هذا لهم بدون اسباب مقنعة للشيء الذي يريدونه.
اتمنى بعد قراءة كتابي المحاولة بالتطبيق والاقتداء به ودمتم يا من تحبون الاقتداء بالصحة والعافية والثواب الجزيل من ربكم سبحانه وتعالى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved