النفس بطبعها آخذة على تمييز ما هو موافق ومريح لها او ما هو مثير للإحساس او الجمود في مستوى النظرة والتفكير المحدود، كذلك الحال بالنسبة للوحة الفنية، فقد تجعل الانسان غارق الخيال او فاقد الاحساس من اي معنى وقد تجعله يدور في صراع عنيف يطلق فيه عقله الصلب نحو الغموض.
وقد تجعل اللوحة متواردة ومتوقة الى الجمال الطبيعي من خلال ايجاد الصورة التي تعبر بالشخصية عن ذوق الفنان وانطباعه النفسي الذواق والذي لا يرى اللوحة الفنية كمجموعة الوان وصور ومشاهد فقط وانما يرى انتماءه وجذوره ويرى عقله الباطن والظاهر كنموذج حي لواقع اجتماعي وتاريخي وجغرافي يجدد في النفس تطلعات روحية ومادية متوازنة مع الارث الانساني العالمي الذي يربطه برباط جمالي ممتع يجذبه الى حنين الماضي وواقع الحاضر وتطلعات المستقبل ويترك لديه انطباعاً زاخراً مستوحى من الشعور النفسي الباعث على التقاط الروح الفنية الراقية الى مراتب عليا تغذي الفكر واليد الحساسة والمرهفة بتولد فكرة ونظرة ووسيلة لعلاج مشكلاتنا النفسية والاخلاقية والسلوكية والاجتماعية من خلال تأمل لوحة فنية صادقة ومتميزة قادرة على دفع الانسان الى الامام وتوجيه الصفاء والنقاء لنسيان الألم بإشباع حاجاته وابداعاته وانطباعاته ومحتوى قرارة نفسه وما تهدف إليه في هذه الحياة.
(*) عنيزة
|