Friday 25th july,2003 11257العدد الجمعة 25 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصة قصيرة قصة قصيرة
العزف على أوتار قلب ممزق
صديق محمد الأمير / الرياض

ساعة الحلم الذهبي دقت أجراسها في منزل ابراهيم بمناسبة عقد قران ابنه خالد على ابنة خاله جواهر.. ساعات جميلة ليست ككل الساعات التي مضت.. فرح.. طرب.. أهازيج.
بعد مرور خمسة اشهر من عقد القران قرر خالد السفر الى الخارج حتى يكمل دراسته العليا وبعدها يعود الى ارض الوطن حتى يتمم مراسيم الزفاف.. الثانية ظهراً اتصل بجواهر حتى يعلمها بالامر: ألو.. جواهر؟
- اهلا خالد..
- كيف حالك اليوم؟
- الحمد لله بخير وفي صحة جيدة.. وأنت؟
- أحمد الله على كل حال.
- اسمعيني يا حبيبتي عندي موضوع مهم واتمنى ان تركزي معي واتمنى كذلك ألا تحزني.. اتفقنا.
- خير إن شاء الله اهو مهم الى هذه الدرجة؟
- أريد ان اخبرك بأنني مسافر في خلال هذا الاسبوع.
- تسافر.. ماذا قلت؟ ولماذا
- أريد ان اكمل دراستي العليا حتى اضمن مستقبلي فيما بعد.
- وهل ستغيب كثيراً؟
- حوالي اربع سنوات
- آه يا لها من سنوات طويلة.. كيف سأحتمل فراقك عني يا ترى؟
- لا تخافي.. لا تحزني.. ان شاء الله تمر السنوات بسرعة.
- انقضى الاسبوع.. الرابعة عصراً.. جميع الاغراض اصبحت جاهزة.. ودع أمه واخوانه واقاربه.. وصل الى المطار.. أنهى اجراءات السفر واتجه الى الطائرة.. ما هي الا ثوان حتى اقلعت الطائرة متجهة الى لندن.
بعد مرور حوالي سبع ساعات وصل.. استقل سيارة الاجرة واتجه الى السكن الجامعي.. بدأ الدراسة وكان خلالها متفوقاً للغاية.. شهران انقضت.. ارسل برقية الى زوجته وحلم مستقبله يخبرها انه متفوق في دراسته وان شاء الله سيكون من ضمن الاوائل وسيعود قريباً.
نهاية الدراسة.. بدأت الاختبارات.. جد واجتهاد وسهر ليالي طويلة من اجل النجاح.. انتهت الاختبارات وغداً اليوم الموعود.. يوم النتائج.. كان الاول كما توقع له الجميع.. لم يصدق .. انطلق الى غرفته وارتمى على سريره وراح في بكاء شديد من شدة الفرح.. وقت العودة الى ارض الوطن ارسل ببرقية عاجلة الى والده يخبره فيها بموعد وصوله بعد غد الى ارض الوطن.. علمت جواهر بالخبر.. لم تكن مصدقة بأنه سيعود وستراه بعد طول انتظار.. يوم الوصول لبست اجمل ما عندها.. تعطرت بأغلى العطور.. اتجهت مع اهلها واهل خالد الى المطار.. وصلوا .. انتظار.. ترقب..!
لم يبق سوى دقائق على هبوط الطائرة.. الكل ينتظر.. فجأة يسمع كل من بالمطار صوت دوي كبير.. حالة هستيرية اصابت الجميع.. الكل منذهل.. اعلن في المطار ان الطائرة القادمة من لندن تحطمت وراح ضحيتها جميع الركاب.. انهار الجميع.. جواهر غير مصدقة .. اصابتها حالة غريبة.. خا.. خا.. خالد مات.. لا .. لا.. لا .. سقطت من هول ما سمعت.. فجأة انطلقت من غير شعور.. تجاوزت كل الحواجز.. ركضت الى المدرج الذي تحطمت عليه الطائرة.. ظلت تبحث عن اي شيء يذكرها بفارس احلامها.. بحثت هنا وهناك حتى وجدت فستانا ابيض.. أخذته.. وجدت ورقة مكتوبة عليه: «جواهر.. إنني قادم لكي نتزوج.. محبك خالد».. ضمته الى صدرها وارتمت على الارض وراحت في بكاء شديد.. بكت ودموعها تسقط.. تسقط.. تسقط..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved