|
|
في أحد الملتقيات المعمارية والهندسية السعودية الألمانية (1)، تعارفت مع أحد المعماريين الألمان الذين سبق لهم زيارة المملكة، وكان رجلاً لطيفاً عريض المنكبين، وسألني: هل تعرف سدوس؟.. قلتُ ليس لي اهتمام كبير بمتابعة أحوال لاعبي كرة القدم، قال أية كرة قدم أنا أسألك عن مدينة سدوس السعودية التاريخية، قلتُ: (إييييه سدوووس).. بالتأكيد أعرفها، وهل يخفى القمر.. فتنهد بحرقة جعلتني أعتقد أن الرجل من أهل سدوس، وهاجر بالخطأ إلى ألمانيا، وأوقفت هواجسي مُتسائلا: وما أدراك أنت بسدوس أيها العلج..؟ فانطلق الرجل في وصف سدوس من الناحية المعمارية التاريخية، وشرح بإسهاب بعض المعتقدات والأساطير التاريخية الموجودة في سدوس، وتكلم عن طيبة أهلها وصفاء نفوسهم، وتكلم عن أسلوب وطريقة حياة المرأة السدوسية في الماضي، وتحدث عن تفاصيل دقيقة في بناء المساكن قديماً في سدوس والعيينة، وأخذ يحكي تاريخاً عريقاً عن سدوس ويربطه بالعيينة، وأدلى بمعلومات قيِّمة لأول مرة أسمعها.. إنه الخزي والعار، علوج يدرسونا تاريخنا وحضارتنا..ذكر أحد خبراء السياحة (2) أن كندا بلغت إيراداتها السياحية عام 1972م أرقاماً خيالية تماثل جميع إيراداتها من جميع محاصيلها الزراعية، وتماثل جميع مبيعاتها من صناعات الغابات، وتماثل كل قيمة إنتاجها من المعادن بمختلف أنواعها ومن البترول، كما أن السياحة أنتجت فرص عمل كبيرة استوعبت نحو ثلاثة أرباع مليون يد عاملة، وهذا يمثل حوالي 9% من مجموع القوة العاملة.أسلوب استخدام الموقع المعماري الأثري في عرض السياحة من أشهر وأنجح الأساليب، ويعتبر الموقع الأثري التاريخي محوراً قوياً لانشاء العمارة السياحية، وهذه نظرية من أحدث النظريات العملية في مجال العمارة السياحية، وتطبقها المدارس الغربية بكل دقة واهتمام، وتعتبر ثورة جريئة في الأسلوب المعماري الحديث (3). |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |