Thursday 24th july,2003 11256العدد الخميس 24 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرأي الاخر الرأي الاخر
مساعد الرشيدي والوداع على الضفة الأخرى!!

مدخل
قلّة هم المبدعون - وما أرنو إليه الشعراء تحديداً - الذين كان من خياراتهم الأثيرة «المفضلة» متعة القارىء وجعل الأفق والفضاء أمام مرأى عينيه سياحة وسباحة لفكره مهما تنازعتهم هموم وغموم هذه الحياة!! ومن هؤلاء الشاعر مساعد الرشيدي فالمعارف في عرف تلاميذ سيبويه لا تُعرف!! ولعلِّي لا أتجاوز شيئاً من الحقيقة حينما أقول إن صاحبنا سمق - وهو في الروابي مرتفعاً - مع النخيل وسما مع الجوزاء وسمر في الوهاد مع معزوفة الأرض!
رؤية
كان الرجا في شوفتك يوم فرقاك
الله يجيب موادعك لجل اشوفك
نبرة الشك - تُلمس من ايحاءات صدر الشطر الأول «كان الرجا في شوفتك» فكان «الحرف الناسخ» في غير الفصيح تعني الشك في أغلب المعاني وهذا ما أراده الشاعر هنا.
الله يجيب موادعك لجل اشوفك.. هنا تظهر النتيجة وتلوح في الأفق الأماني بعيداً عن تداعيات هذه الأمنية ولو كان الفراق هو ما سيكون، جميل ان نرى هذا الطرح لكن ألا ترون أن في هذا البيت بعض الحلقات مفقودة فمنها - مثلاً لا حصراً - النظرة لدى صاحبنا قصيرة المدى!!
ولا يكترث لما سيكون! فهمه أن يعيش يومه وهو يذكرني ببيت عمر الخيام الشهير:


واغنم من الحاضر لذاته
فليس من طبع الليالي الأمان

وصاحبنا في ما سبق تلحظ من خلال سياق البيت مؤشراً يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها!!! وأن في الزوايا خبايا!! فتمني الفراق - بحد ذاته - نكسة!! وفي السياق والنسق اللغوي نجد أن الرشيدي في هذا البيت قد برع وأبدع في آن واحد أما ماذا وكيف؟؟ فلقد جمع بين الرجاء والتمني وهنا المفارقة تبدو متاحة ومشاعة، ففي تقديري أن الرشيدي قد منح البيت بعداً آخر وذلك خلال نزوعه إلى باب الرجاء والتمني وهذا بحد ذاته اجتياح لغوي بالمعنى دون مغالاة فهل أتى الرشيدي = من حيث اللغة = بما لم يأت به الأوائل؟! سؤال دفنا بالصمت إجابته!!
بوح النهاية
مساعد الرشيدي في هذا البيت - من حيث المعنى - جعلنا نعايش الوداع حينما يكون هو الخيار الأفضل والأنسب في زمنٍ تحتار أن تختار فيه! فقد تكاثرت الظباء على خراش!!
عبدالله الربيعان

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved