يعتقد كثير من أولياء الأمور وحتى بعض الأطباء أن ظهور الأسنان عند صغار الأطفال «التسنين» هو السبب في إصابتهم بالإسهال أو التهاب الأذن وهو اعتقاد خاطىء نفت الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة صحته.
ويفسر د0 عثمان جمال عثمان الحاصل على درجة الزمالة البريطانية في طب الأطفال واستشاري حديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض، شيوع هذا الخطأ بين أولياء الأمور والأطباء على حد سواء بتأخر الدراسات الطبية المتخصصة في هذا الشأن، وليس أدل على ذلك من إحدى الدراسات الميدانية في استراليا أثبتت أن أكثر من 55 % من أولياء الأمور يعتقدون أن التسنين يسبب إسهال الأطفال، وبينما أظهرت دراسة أخرى بالولايات المتحدة أن ثلث الأطباء العامين يعتقدون نفس الشيء.
ويضيف د0 عثمان، أن خطورة هذا الإعتقاد الخاطىء يكمن في أن أولياء الأمور قد يعزون أعراض بعض الأمراض الخطيرة إلى التسنين، فيتأخرون في استشارة الطبيب وطلب المساعدة، وكذلك قد يعتقد الكثيرون أن التسنين عملية مؤلمة فيلجأون إلى الإفراط من المهدئات الموضعية و(أدوية التسنين) التي قد تكون ضارة بصحة الطفل مثل تلك التي تحتوي على الأسبرين Salicylates)) أو الزئبق Mercury))، وهذه الأخيرة سحبت من الأسواق بعد أن أدت إلى تفشي أمراض خطيرة، كما أن هناك من يمارس بعض العادات مثل كي اللثة لعلاج الإسهال -اعتقادا أن الإسهال مرده التسنين- وهذه عملية في غاية القسوة، وتؤدي إلى أضرار ثابتة بلثة الطفل، وربما قطعت لثة الطفل في محاولة لتسهيل ظهور السن أو تقليل الألم .
والمتعارف عليه أن الأسنان تبدأ في الظهور بين الشهر السادس والثامن، ويتواصل ظهورها حتى الشهر الثلاثين حين يكتمل عدد الأسنان العشرين، وهذه الأسنان الأولى تتكون من أربع قواطع ونابين و4 ضروس في كل فك، يظهر القاطعان السفليان أولا، وتليهما القواطع العليا، ويتوالى الظهور حتى يبرز الضرس العلوي الجانبي في حوالي الشهر الثلاثين.
وقد يتأخر بروز الأسنان عند بعض الأطفال إلى ما بعد الشهر العاشر، وهذا ليس حالة مرضية ولا يعني بالضرورة نقصاً في الكالسيوم أو سوء تغذية من أي نوع، والإعتقاد الشائع عند بعض الناس أن ظهور الأسنان المبكر يؤدي إلى تأخر في المشي وهذا الإعتقاد أيضاً لا أساس له من الصحة.
ويتطرق د0 عثمان إلى الأعراض التي تصاحب التسنين ومنها سيلان اللعاب بكثرة، وعض أو مص الأشياء الصلبة، وعدم الإستقرار وكثرة الحركة، ولكن ليس البكاء الشديد أو المتواصل، كذلك قد تقل شهية الطفل لفترة قليلة خاصة للأكلات الصلبة، هذه الأعراض قد تظهر في أي طفل في غياب التسنين وليست بالضرورة دليلا على قرب ظهور السن، وحيث يصيب الأطفال أشكال كثيرة من الأمراض، منها ما هو بسيط ومؤقت ومنها ما هو خطير، وذلك في ما بين الشهر الرابع والثامن وهي فترة ظهور الأسنان، من هذه الأعراض الحرارة العالية، والإسهال، وفقدان الشهية للرضاعة، والبكاء والصراخ المتواصل، ولتزامن هذه الأمراض مع فترة التسنين مع مر السنين اقترنت بظهور الأسنان، ورغم أن هذه الأعراض لا علاقة لها بالتسنين، ويجب استشارة الطبيب عند حدوثها .
وحول الأعراض الحقيقية التي تصاحب ظهور الأسنان يقول استشاري الأطفال الطفل قد يبدو منزعجا وقلقا وكثير الحكة، لكن ظهور السن عموما ليس مؤلما، إذ إن 90% من الأطفال يسنون في الأشهر الستة الأولى، ولا تظهر هذه الأعراض إلا عند 5% منهم، وكذلك يستمر ظهور الأسنان حتى سن متأخرة ولا يشكو الأطفال من ألم عند ظهورها، وربما ينتج شيء من عدم الإرتياح من ضغط السن البارزة على أغشية اللثة، ويمكن معالجته بوضع شيء بارد وصلب مثل قطعة مطاطية أو قطعة تفاح يعض عليها الطفل، أما المهدئات الموضعية التي تمتلأ بها الصيدليات فلم تثبت فعاليتها، وكذلك بودرات التسنين خاصة تلك التي تحتوي على الأسبيرين ويجب تجنبها.
|