سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اشارة إلى المقال المنشور بجريدتكم الغراء العدد رقم «11231» تحت عنوان «معاناة الانتظار الطويل في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون» نود أن نشكر لكم اهتمامكم واهتمام الكاتب على ملاحظاته واقتراحاته ونود أن نوضح لكم بعض النقاط التي وردت في المقال آملين نشرها على صفحات جريدتكم لكي يتسنى لمواطني هذا البلد الكريم وخصوصاً المحتاجين منهم لخدمات مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الاطلاع عليها:
في البداية أود أن أوضح الأهداف التي أنشئ من أجلها مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وهي:
1- تقديم الخدمة التخصصية للمرضى الذين لا يمكن تشخيصهم أو علاجهم في باقي مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الأخرى من مختلف قطاعات الدولة.
2- تقديم التدريب للأطباء ومساعدي الأطباء وطاقم التمريض في مجال طب وجراحة العيون والرعاية الخاصة بمرضى العيون.
3- البحث العلمي في مجال أمراض العيون وبخاصة الأمراض المنتشرة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط.
وكما تعلمون فقد قامت حكومتنا الرشيدة وتسهيلاً لخدمة المواطن السعودي في مكان اقامته، بإنشاء العديد من مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة ووفرت لها الكوادر الطبية المؤهلة والأجهزة والمعدات الطبية وأنشأت فيها أقسام التخصصات الطبية بما فيها طب وجراحة العيون. ومدينة الرياض كغيرها من مدن المملكة خُدمت بعدة مستشفيات على مستوى عال من الكفاءة، ومن هذه المستشفيات التابعة لوزارة الصحة مجمع الرياض الطبي، مستشفى الأمير سلمان، مستشفى الإيمان، مستشفى اليمامة وغيرها ناهيك عن المستشفيات الأخرى التابعة لقطاعات الدولة المختلفة كوزارة الدفاع والطيران، وزارة الداخلية، رئاسة الحرس الوطني وكذلك المستشفيات الجامعية. وفي جميع هذه المستشفيات يوجد أقسام عيون وأقسام طوارئ تعمل على مدى ال«24» ساعة وبإمكان أي مريض التوجه للعلاج فيها «وليس كما ذكر في المقال بأن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض هو الوحيد الذي يخدم أربعة ملايين نسمة»، وفي حال تعذر علاجه في تلك المستشفيات لصعوبة الحالة عندها تتم احالته إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون والذي أنشئ ليقدم خدمة تخصصية لمرضى العيون الذين لا يمكن تشخيص حالاتهم أو علاجهم في مستشفيات وزارة الصحة أو مستشفيات القطاعات الصحية الأخرى، عليه فإنه من المصلحة العامة أن يتم اتباع الأنظمة المعمول بها للاحالة حيث ان ذلك من شأنه أن ينظم ويعطي كل مريض حقه من حيث احتياجه إلى الرعاية المطلوبة سواء كانت تخصصية أو غير تخصصية وكذلك عدم هدر طاقات المستشفى في حالات غير تخصصية بالإمكان معالجتها في المستشفيات الأخرى غير التخصصية لأن ذلك قد يحرم من هم في أمس الحاجة إلى الرعاية التخصصية غير المتوفرة في تلك المنشآت أو قد يؤدي إلى تأخير علاجهم.
وبالعودة إلى المقال المشار إليه أعلاه وما ورد فيه عن طول مدة الانتظار وهي الشغل الشاغل للعديد من المستشفيات بالمملكة، فقد قام مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وبعض تلك المستشفيات بإجراء عدة دراسات حول هذا الموضوع وتبين أن أكثر من 50% من المراجعين لأقسام الطوارئ كانت حالاتهم غير طارئة وكان يتوجب عليهم مراجعة أقسام العيادات وليس قسم الطوارئ لمقابلة الطبيب المختص وهذا بحد ذاته سوف يؤدي إلى تقليص مدة الانتظار في أقسام الطوارئ وبالتالي تقديم خدمة طبية أفضل لمن يحتاجها وحسب ما يحتاجها علماً بأن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يستقبل الحالات الطارئة من جميع أنحاء المملكة وليس من مدينة الرياض فقط اضافة إلى الحالات الأخرى التخصصية المعقدة والتي يتم تحويلها عن طريق الهيئات الطبية الثماني عشرة المنتشرة في جميع أنحاء المملكة ومستشفيات القطاعات الصحية الأخرى، بل إن خدمات المستشفى تتعدى ذلك حيث يتم استقبال حالات العيون الصعبة والمعقدة من كافة الدول العربية والإسلامية بموجب أوامر علاج ملكية سامية.
وبالنسبة لما تطرق إليه الكاتب في المقال عن انتظاره لمدة ثلاث ساعات قبل الدخول على الطبيب، فقد أفاد في نفس المقال أنه قد نودي عليه للدخول إلى الطبيب مرتين أو ثلاثاً ولم يجب مما يعني أن المدة لم تكن لتطول لو كان المريض متواجداً في صالة الانتظار. وبخصوص الأوامر السامية للعلاج في هذا المستشفى فإن ولاة الأمر - حفظهم الله - لا يردّون أي طارق لأبوابهم طالباً أمر التكفل المالي بالعلاج في أي من المستشفيات حيث يتم وبموجب هذه الأوامر فحص المريض وتحديد مدى حاجته للعلاج من عدمه وعلى ضوء ذلك يتم قبول المرضى المحتاجين للعلاج واحتساب التكاليف على الدولة.
أما عن موضوع استقطاب المزيد من خريجي الكليات، وإنشاء معهد صحي لتخريج ممرضي عيون مساهمة من المستشفى بالرقي بتمريض العيون، نود أن نشير إلى أن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يعتبر العماد الأساسي لتدريب أطباء الزمالة السعودية لطب وجراحة العيون في منطقة الرياض وهناك حالياً أكثر من 50 طبيباً وطبيبة ملتحقين بهذه الزمالة وقد تم تخريج أكثر من 200 طبيب وطبيبة منذ بدء هذه الزمالة في عام 1984م يقومون بتقديم خدمة طبية مميزة في مختلف مناطق المملكة، اضافة إلى أن المستشفى يقوم بتدريب 20 -25 طبيباً سنوياً ببرنامج التخصص الفرعي في مجالات أمراض العيون المختلفة «دراسات عليا» كذلك فقد قام المستشفى بإعداد وتنفيذ العديد من برامج التمريض التدريبية ومنها برنامج التمريض العيني وبرنامج إدارة التمريض وبرنامج مساعدي طب العيون حيث يتم إلحاق خريجي هذه البرامج بمختلف مستشفيات المملكة سواء التابعة لوزارة الصحة أو للقطاعات الصحية الأخرى.
في الختام نود أن نشكركم مجدداً على اهتمامكم بكل ما من شأنه الرفع بمستوى الوعي الصحي في مملكتنا آملين أن يكون في ما أشرنا إليه الايضاح الكافي.
{وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى الله عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ}.
وفقنا الله وإيامكم لما يحبه ويرضاه..
وتقبلوا سعادتكم خالص الشكر والتقدير،،،
د. عبدالله بن سعيد العويضي
المشرف العام
|