عزيزتي الجزيرة:
أتابع ما ينشر في الجزيرة من مقالات في شتى المجالات، وألاحظ أن بعض الكتَّاب يعالج المشكلة التي يكتب عنها من جانب واحد أحياناً أو بذكر سلبيات ولا يذكر الايجابيات وهكذا.. وهذا يعتبر من مظاهر التفكير الخاطئ والذي ينتج حتماً حلولاً خاطئة قد تضر بالقضية التي يعالجها وسأذكر هنا باختصار بعض هذه المظاهر:
1- عند معالجة مشكلة ما ينظر البعض إلى الحلول التي ليست في متناول اليد فتجده يقول لو أن عندي كذا لفعلت كذا أو لو أن فلاناً ساعدنا لانتهت مشكلتنا وهذه كلها بلا شك أمور ليست باستطاعتي أو هي باستطاعة الآخرين والأجدى أن أبحث امكانياتي فيما أستطيع فعله أنا لا فيما يستطيعه الآخرون فالتغيير كما يقول علماء التربية يكون من الداخل وليس يأتي من الخارج وهذا ما يرشدنا إليه سبحانه بقوله {إنَّ اللههّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً}.
2- التوازن في الحكم على الأشياء أو الأشخاص وذلك بالنظر في السلبيات والايجابيات وعدم الانجرار وراء العاطفة فهي إذا مالت إلى شيء تغافلت عن سلبياته والعكس صحيح فالله جلّ وعلا حين ذكر الخمر قال:{يّسًأّلٍونّكّ عّنٌ الخّمًرٌ و قٍلً فٌيهٌمّا إثًمِ كّبٌيرِ وّمّنّافٌعٍ لٌلنَّاسٌ وّإثًمٍهٍمّا أّكًبّرٍ مٌن نَّفًعٌهٌمّا}.
3- النظرة الرغبوية وهي توقع حدوث الأشياء التي يرغبها ويميل إليها وتناسي الأمور السيئة المحتمل حدوثها كمن يرى الرياح ويتوقع جواً جميلاً ونسيماً عليلاً وهي ربما عاصفة مدمرة.
4- تضخيم جوانب على حساب جوانب أخرى.
5- النظر إلى زاوية واحدة من المشكلة واغفال الجوانب الأخرى والصحيح أن تكون النظرة شمولية ويحكى أن مجموعة من العميان أرادوا أن يتعرفوا على الفيل فكل واحد منهم لمس جزءا من جسم الفيل وعندما سئلوا عنه أجاب من لمس رجله بأن الفيل عبارة عن عمود ضخم أما الذي لمس خرطومه فقال لا بل هو انبوب طويل.
6- النظر إلى الأمور من ثقب صغير وهو ما يسمى نظرية عرف الديك وهذه لها قصة أن أعمى من الولادة أبصر لحظة فلم ير إلا عرف ديك كان أمامه تم عاد لعماه فكلما سمع عن شيء فال للآخرين ما هذا الشيء من عرف الديك وأخيراً فمظاهر التفكير الخاطئ تحتاج إلى كتب ضخمة تفصلها وتحللها لأنها أكبر من أن يحويها مقال صغير ولكن لا بد من الاشارة لتحريك هذا الموضوع المهم..
والله ولي التوفيق..
ياسر المجاهد
| 
