كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك»، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء» مما يدل على أن احتمالية الخطر في هذا الجانب واردة بشكل كبير جداً مما يدعونا إلى الاقتداء بنبينا عليه الصلاة والسلام وترديد دعاء طلب الثبات بشكل مُلح.
والمتأمل في حال بعض الناس من حوله يجد التذبذب جلياً في شخصياتهم ومواقفهم بل وفي تدينهم في غالب الأحيان، الغريب في الأمر أنك لو سألت أحدهم عن هدفه في هذه الحياة لم تجد منه إجابة واضحة مما يدل على عمق المشكلة، ومما يزيد الطين بلة أن من هذا حاله لا يعترف أن لديه مشكلة أصلاً.
لا شك أن أسمى هدف في الحياة هو تحقيق عبادة الله بشرطيها الإخلاص والمتابعة، وتأتي تبعاً للأهداف النبيلة التي تجعل للحياة مذاقاً تنافسياً وقوده الهمة العالية والطموح الشامخ مع النبل في المقاصد مدفوعاً بالعزيمة القوية، والتصميم على تكرار المحاولة في حالة الإخفاق، مما يجعل هذه الأمور مجتمعة حصناً حصيناً بإذن الله من الإحباط ومن ثم الانتكاسة في أي مجال ذي شأن مهم ومما لا جدل فيه أن أخطر أنواع الانتكاسة ما يكون انتكاسة في التدين مما يجعل ما علمه الإنسان من الدين حجة عليه، بل سيكون علمه منغصاً عليه ما سيقترفه من شهوات مخالفة للدين، لأنه سيعيش صراعاً داخلياً بين ما يختزنه عقله الباطن من معلومات لها خاصية النور وبين ما سيقترفه من ظلمات بعضها فوق بعض، لكنها المغالطة التي يؤجج نارها شياطين الإنس والجن والهوى وعلاجها الاستجابة الصادقة مع نداء الحق والتضرع إلى الله بخالص الدعاء للرجوع إلى الحق والثبات عليه كذلك الأمر يحتاج إلى تغيير البيئة لإعطاء النفس الفرصة للتفكير الجاد المتزن البعيد عن الضغوط والمؤثرات السلبية. سائلاً المولى للجميع الثبات على الحق والفوز بمرضاته إنه سميع مجيب.
|