Thursday 24th july,2003 11256العدد الخميس 24 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
على ضفاف الأحداث
الدكتور/ فارس محمد الغزي

يشهد التاريخ الإنساني بأن دين الإسلام يمثل أفضل الأديان السماوية تعاملا وإدارة للأزمات على مختلف أنواعها، ولنا في صلح الحديبية على ذلك أعظم الأدلة.. إذن متى سوف يستقرئ مسلمو هذا العصر عظمة دينهم في إدارته لأزمات ونوازل الأزمان.. وتعامله معها بهدوء وحكمة وروية أخذاً في الحسبان لا ظروف الواقع فحسب بل أيضاً مستجدات المستقبل.
إنها بالأحرى استراتيجية وقودها بعد النظر ووسيلتها دفع الضرر الأكبر بالأصغر منه والبدء بالأهم فالأهم وما شابه ذلك.
على كثرة ما يشف مسامعنا مصطلح «حوار الحضارات» فنادرا ما تجدنا نتساءل: كيف لمن لا يقدر على محاورة ذاته أن يحاور غيره؟!.. بل على ماذا نحاورهم.. ونحن أول من يعترف بأن واقع الأمة مزر وأوضاعها مؤسفة، وألا يشترط «لإيجابية» مردود مثل هذا الحوار أن يكون بين طرفين متكافئين.. فأينه التكافؤ هنا..؟ ومتى حدث في التاريخ الإنساني أن طرفا ضعيفا حاور- على قدم المساواة- طرفا أقوى منه وعاد هذا الضعيف من مثل هذا الحوار بغنيمة تعادل ما غنمه الطرف الأقوى..؟!
على كثرة ما وقع في الغرب من حوادث ارهابية أبطالها أفراد غربيون.. وعلى رغم تعدد منظمات الارهاب التي عاثت في الغرب ارهابا وتقتيلا لا سيما في الستينيات والسبعينيات الميلادية.. على الرغم من ذلك لم أسمع أو أقرأ عن لجوء مثل هذه المنظمات إلى «تفخيخ» كتاب المسيحيين المقدس.. أو استهداف كنائسهم لأهداف ارهابية، ومع للفاتيكان- بوصفها رمزا دينيا- من تأثيرات سياسية واجتماعية ودينية جوهرية في كافة مناحي الحياة في العالم الغربي.. ورغم ضعف هذه الدويلة فلم يحدث قط أن تم استهدافها من قبل منظمات الغرب الإرهابية..!
السؤال اشتقاقا: متى سوف ينتصر العرب يا ترى..؟! سيحدث ذلك حينما يخاف العرب من أنفسهم قدر خوفهم «عليها» من أعدائهم..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved