* الرياض - فهد الغريري - روضة الجيزاني
شدد أعضاء مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية على ضرورة الاسراع بتطبيق قرار إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج معتبرين أن تأخير تنفيذ هذا القرار لمدة ثلاث سنوات أخرى كما جاء في قرار وزارة الداخلية الصادر مطلع العام يعني تزايد نسبة انتشار هذه الأمراض الخطيرة وهي الأنيميا المنجلية والثلاسيميا.
جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت بمستشفى الحمادي تحت عنوان: «طرح قضية إلزام الفحص الطبي كحل جذري»
وناشد أعضاء المشروع ومن بعدهم الحضور المسؤولين بسرعة اتخاذ هذا القرار نظراً لخطورة هذه الأمراض وسرعة انتشارها في المملكة التي تعد من أعلى دول العالم اصابة بهذا المرض.
بدأت الندوة بالقرآن الكريم ثم تحدثت الاستاذة نسيم الحاطي مديرة فرع المشروع في الرياض مشيرة إلى تكثيف جهود المشروع خلال الايام القادمة في منطقة الرياض ومذكرة بموعد الندوة القادمة التي ستقام في مستشفى قوى الأمن في شهر سبتمبر.
بعد ذلك تحدثت مديرة المشروع الدكتورة هدى المنصور معطية نبذة عن المشروع حيث اشارت إلى وجود (6) فروع في مختلف مناطق المملكة يرأسها ويديرها الأهالي ويشارك فيها المصابون بهذه الأمراض لتوعية الآخرين بما يجدونه من معاناة بحثاً عن سبل منع هذه الأمراض من الوصول للأجيال القادمة. واضافت هدى المنصور أن هؤلاء المشاركين من المصابين يفقدهم المجتمع والمشروع واحداً تلو الآخر يوماً بعد يوم حيث يودي بهم المرض إلى الوفاة مثلهم مثل الكثيرين من المتوفين في المستشفيات.
وتحدثت هدى المنصور عن خطورة هذا المرض قائلة: «منذ 24 عاماً وإلزامية الفحص الطبي مطلب ملح لوقف هذا المرض ولكن هذا المطلب أهمل وهذه هي النتيجة نراها أمامنا الآن».
واشارت إلى ان اعتماد وزارة الصحة على التوعية لا يكفي ولن يوقف الحالات المتزايدة لهذا المرض حيث وصلت النسبة إلى ولادة 12 مصاباً يوميا في أنحاء المملكة مما يهدد مجتمعنا بالكثير من المخاطر الصحية والاجتماعية.
ومن جانب آخر اشارت الدكتورة هدى إلى أن الكثير من الأهالي في مختلف مناطق المملكة عبروا عن مطالبتهم بتطبيق هذا القرار بأقصى سرعة وذلك من خلال استبيان وزع عليهم حيث أفصح الأهالي عن خوفهم من خطر هذه الأمراض وعن الحرج الذي يواجههم عند المطالبة بالفحص في حالة الزواج وأن تطبيق القرار وجعله إلزامياً سيقضي على هذا الحرج وسيصبح الأمر نظاماً يطبق من قبل الجهات المسؤولة وخصوصا عاقدي الأنكحة بحيث لا يتمون عقد القران إلا بوجود استمارة الفحص الطبي التي تثبت سلامة أحد الطرفين.
وذكرت هدى المنصور في حديثها عدداً من الحالات الواقعية لمقبلين على الزواج يرغبون في الفحص ولكنهم لا يستطيعون ذكر ذلك أمام أسرهم خوفاً من الفهم الخاطئ نتيجة لعدم وجود التوعية وعدم وجود قرار حكومي الزامي بذلك.
وقام اعضاء المشروع بعد ذلك بعرض فيلم وثائقي انتجه المشروع يصور مدى المعاناة التي يمر بها المصابون في أنحاء المملكة ومدى العذاب الذي يعانيه أهاليهم حيث أن علاج هذه الأمراض الخطيرة يعتمد على تسكين الألم بمواد مخدرة وبجهاز يغرس ابرة في البطن لمدة 12 ساعة يومياً مدى الحياة لسحب الحديد الزائد من الدم بالاضافة إلى الحاجة إلى نقل دم جديد كل أسبوعين في حالة الثلاسيميا ونظراً لقسوة طرق العلاج يهمل البعض اللجوء إليه مما يؤدي إلى فشل الوظائف الأساسية في الجسم حتى يصل الأمر بالمريض إلى الوفاة.
وختمت هدى المنصور حديثها بالاشارة إلى وقوف الطب عاجزاً أمام هذا المرض وأن الحل الوحيد هو إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج لوقف انتشاره مشيرة إلى تجربة قبرص التي تزامنت مع تجربة المملكة حيث استطاعت قبرص القضاء على هذه الأمراض عن طريق تطبيق قرار إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج منذ 24 عاماً وعقدت المنصور مقارنة بين تكاليف إعانة وعلاج المصابين التي تبلغ 200 مليون ريال وبين تكاليف اجراء الفحص الطبي قبل الزواج وهي 10 ريالات فقط بعد ذلك جاء مداخلات الحضور التي ركزت على سؤال واحد: من المسؤول عن تأخير تطبيق القرار؟
ولإلقاء الضوء على ردود فعل الحاضرين التقينا بعدد من الاخوة والأخوات الذين أكدوا على أهمية اصدار القرار وبإلزامية الفحص الطبي قبل الزواج وتطبيقه بشكل عاجل لحماية الأجيال من هذه الأمراض.
بداية تحدث إلينا الأستاذ فهد علي القريشي مدير العيادات الخارجية والعلاقات العامة بمستشفى الحمادي قائلاً: أناشد الجهات المعنية بالزامية الفحص الطبي فالمملكة تطبق الشريعة الإسلامية التي من أهدافها حماية الإنسان وهذه الندوة توضح خطورة هذه الأمراض وللأسف أن هناك عدم وضوح للصورة وخصوصاً لدى المسؤولين وأصحاب الدرجات العلمية العالية ومن هنا أناشد أيضا وسائل الإعلام بنشر التوعية وايضاح الصورة للجميع.
أما مناور السبيعي أحد الحاضرين والذي قال انه لأول مرة يعرف عن هذه الأمراض فقد اعتبر ان ما رآه «مأساة» وأضاف: «لابد من الحرص على التسريع بتطبيق قرار الزامية الفحص الطبي قبل الزواج للحد من هذه الأمراض وقد سجلت اسمي كعضو في المشروع منذ اليوم وسأساهم بكل ما استطيع في نشر الوعي ودعم هذا المشروع وأول ما سأعمله هو اجراء ا لفحص وأوجه ندائي للمسؤولين بأن يأخذوا الموضوع بجدية أكبر».
وتحدث إلينا عبدالعزيز عبدالله أحد أعضاء المشروع وهو حامل لصفة المرض قائلاً: أشارك في دعم المشروع من خلال حضور الندوات وانتهاز الفرص للتوعية ودافعي لذلك هو اقتناعي بفكرة المشروع فهو إنساني وطني في المقام الأول».
ومن الأخوات الحاضرات تقول أم فيص: لقد تفاعلت بما جاء في الندوة ولقد حزنت كثيراً على آلاف الاطفال والشباب المصابين وشعرت بالألم لما عانته أسرهم من المتاعب والمصاعب وبصفتي مواطنة أناشد ولاة الأمر بضرورة تطبيق هذا القرار الذي فيه النفع للمواطنين.
كما تحدثت المواطنة عهود الهيف فقالت في بداية حديثها: أدعو المسؤولين إلى التعجيل في تطبيق القرار لانه الحل الوحيد للتصدي لهذا المرض وأناشد الوسائل الإعلامية بأن تكثف من عملية التطرق لهذا المرض ومسبباته ليتقبل المواطنون القرار بتفهم ووعي.
وقالت المواطنية منيرة السيف: لم أتوقع أن هذا المرض خطير إلا بعد حضور الندوة حيث شعرت بالأسى لمشاهدة هذه الصور التي توضح مدى العذاب المستمر لتلك الحالات وأهاليهم ولذا ندعو المسؤولين إلى النظر في هذه المسألة واتخاذ قرار الزامية الفحص قبل الزواج على جميع الموطنين والمواطنات في كافة أنحاء المملكة لوقف تزايد هذا المرض الذي يهدد كل أسرة سعودية.
وتحدثت المواطنة وفاء عن أهمية اتخاذ قرار الفحص الطبي قائلة: يجب علينا أن نحذو حذو الدول الأخرى فقد ذهلت عندما عرفت أن قبرص ليس فيها إلا حالة واحدة الآن بينما تولد 12 حالة يومياً لدينا.
إنني أناشد وسائل الإعلام بتكثيف جهودها لتوعية المسؤولين والمواطنين بأهمية القرار وتطبيقه في اسرع وقت.
|