إذا كانت الكتابة صنعة كما يقول بعض الدارسين فإن الإبداع ليس كذلك ومن هنا وجب علينا ان نميز بين الكتابة وبين الإبداع بمختلف انواعه وأشكاله ولذلك أطرح هذا التساؤل على من يمارس الكتابة: لمن تكتب؟
لا أعتقد ان احدا ما يمارس الكتابة الصحفية دون ان يكون عنده سبب يجعله مندفعا نحو البياض ليحيله الى سواد يزداد فضلا على البياض الذي كان قبل ذلك وإذا لم يكن هناك ثمة هدف أو رؤى فلا قيمة لما اريق من حبر وما سود من ورق.
الكتابة هدف ورسالة وهي بذلك تتفق مع الابداع لكن للابداع أجنحة أخرى تحلق به عاليا بعد ان يكون قد خضب أرض ومفردات الكتابة بعطره.من نار الوجد يكتبون من روعة الوجود وأضاميم الورود ينقلون الينا صورهم يلونونها بأطياف العبق المنتشر على امتداد ساحة الوطن. انهم المبدعون الحقيقيون الذين لا يرون الابداع ترفا يرونه جمالا وقيما ومناقب من روعة ابداعهم. انهم قاماتنا التي نعتز بها ونعيش مع جمال ابداعهم وروعة ما انجزوه وحقهم علينا ان نكرمهم وان يكونوا دائما وابدا موجودين في تفكيرنا وعلى طاولات حوارنا، حملوا الوطن في قلوبهم وعقولهم رسموه رياضا وهزجوه أناشيد وأغاني وبادلهم الوطن وفاء بوفاء، هم موجودون في كل زاوية وركن في مدارسنا وجامعاتنا ووسائل اعلامنا على اختلاف صنوفها.نريد ان نحتفي بهم نريد ان نقتبس من بساتين ابداعهم ونزين أنفسنا وصفحاتنا، نريد ان يكون عطرهم دائما وابدا فواحا. وكم نتمنى ان تزداد ندوات التكريم وتتسع اذ نحتفي بهم فانما نحتفي بأنفسنا بالابداع الرفيع بالذوق والجمال نحتفي بطاقاتنا الابداعية التي قبست من الهب بوحا ووجدانا انهم صفحة مشرقة في سفر ابداع طويل.
(*) القريات
|