أقدام:
خطواتي القديمة أصبحت تتلاشى.. كبّلها ليل لا أعرف مداه.. مزّقها مسافر بلا زاد.. حطمتها ليال غابت عن ذهني ملاح.. بشرود ذهني وبعمق أسى.. أحلم من جديد.. ولعلي مع كل هذا أشاهد بصيصاً من الأمل.. خفايا في نفسي يمزقها عنفوان الصبر.. واطلال القمر.. أبحرت في ليلة هادئة على شاطئ عيون لم أعرف من أين أتت؟! ولكني رغم هذا أبحرت وجدفت.. وفي منتصف الطريق لاح من بعيد بحار عنيد.. وبالضوء أخرجني، مزقني.. تركني للعراء.. أخذت أدندن.. للرصيف الذي شاركني وحدتي.. رمقني بعيونه وكأنه يغريني.. تقبلت منه العزاء.. في احتقار جاثم على صدري.. وعدت خطاي أعثر فيها على رائحة يفوح منها أريج حب قديم.. قد يعود.. ولكن دون ابحار.. ولا مجاديف..
حوار:
قلت: أما حان لك أن تحط الرحال؟
قال: حياتنا سفر في سفر.. ربما استقر عند ارتداء القميص الأحمر..
قلت: والمسافة أليست بعيدة؟
قال: قد تبعد المسافة.. ولكن لن يبعد الأمل.
قلت: وإذا تحطم كل شيء؟
قال: هذا مستحيل.. مستحيل.. أرجوك دون وقاحة.. فسكت.
صفارة:
أحد الشباب من الأصدقاء يحاول دائماً أن يثيرني برسائله التي لا تحمل اسمه ولكن وبكل أسف تحمل خطه.. دون أن أعرف القصد من وراء ذلك.. ولا يقتصر على ذلك بل أخذ يكيل من التهم والشتائم.. سامحك الله.. يا صديقي.. وأعادك الله إلى رشدك.
خاص:
صديقي الشاب عبدالله الجارالله.. جاد بيراعه في الأسبوع الماضي على عالم الشباب.. والعيون الكواحل أضاءت له الطريق.. الخطأ والصواب يجب حدوثهما لأنه لو لم يحدث الخطأ لما عرف الصواب.. والعكس صحيح.. والابحار دون مجداف صعب للغاية.. ولكن ربما تحدث المعجزة.
وداع:
عندما يكتب قلمي هذه الكلمة.. أغمض عيوني.. أرتاح قليلاً.. ولكن وداعكم يصعب.. ولقاءكم أمنية خالدة من عمري.. أكثر شبابنا يعيش هذه الأيام بين الكتب والدفاتر.. وليس في حاجة إلى دعوته في المشاركة.. ولكن أرجو أن يكون ذلك قدر الاستطاعة.. لكم تحياتي.. ولكم ألف تحية.
|