Wednesday 23rd july,2003 11255العدد الاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير سلطان .. جودٌ محمودٌ وودٌّ ممدودٌ لأبهـا! الأمير سلطان .. جودٌ محمودٌ وودٌّ ممدودٌ لأبهـا!
ناهد بنت أنور التادفي

يعيشُ العسيريون في كل عام أياماً يغبطهم عليها كثيرٌ من الناس، فما أن يحين وقت قدوم سفير الخير إلى أبها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حتى يمر بالذاكرة حصاد البلدة في زيارته السابقة وأصبح ما ثبُت من مشاريع وخيرات وبركات على أبها وما حولها من هذه الزيارات الميمونة التي تأتي كل حين حاملة معها بُشريات الزمان والمكان أمراً ينتظره أهالي عسير بفرح طفولي ولهفة وشوق إلى لقاء الأمير الإنسان والأب الحنون الذي يأتي إلى عسير وقلبه مفعمٌ بحب الناس فيها وقد خبر من كثرة الترحال شعابها ووديانها وجبالها ومعابرها فضلاً عن معرفته بأحوال العباد والناس أجمعين الذين ثبتت في قلوبهم مودة بحب سلطان «كما ثبتت في الراحتين الأصابع»، ولن نكون منصفين البتة إذا ما حاولنا رصد الإنجاز الذي يتحقق على أيدي سلطان الخير في كل عام وما يظهر في العلن غيضٌٌ من فيض سموه على أهالي عسير لأن هناك حاجات تقضى في السر ومعضلات شائكة لاتنفك إلا بمجيء سموه كيف لا وبمقدمه الميمون كل عام تنتعشُ الآمال في النفوس وتورق أوراق الأشجار من جديد وتلبس البلدة كلها حلة زاهية لاستقبال ابن الوطن الغالي ليكون مجيئه ربيعاً وحسناً وزيادة ونماءً، ولو أراد المرء حصر أفضال سلطان بن عبد العزيز لما انقطع مداد يراعه أبداً فالمهمة عسيرة وبالغة الصعوبة، ولكن يكفينا شرفاً أن نؤانس النفس ونمتع الروح بذكر شيء منها حيث إن أهالي عسير ومع توديع سلطان لهم وقبيل صعوده إلى طائرته على أمل لقائه بهم في الزيارة القادمة تجدهم قد بدأوا فعلاً التحضيرات لمجيئه القادم كي ينعموا بأجمل صباحات العمر إذ يحملهم سموه إلى غابات الصفاء يغسل الحزن من قلوبهم وينزع عنهم آلامهم وبرود أيامهم ويرحل بهم صوب الدفء والنعيم كما ينزع عن المحرومين العتمة والحزن والوحدة ليملأ سلالهم بقطع من النور والمكارم مما ينثر البهجة على دروبهم، وفي هذه الزيارة الميمونة لسلطان الخير تم افتتاح مشروعات تعود بالخير والنماء وتم إرساء مشاريع أخرى تنتظر دورها من الافتتاح مع سيد الجود في الزيارة المرتقبة التي يتمنى أهالي عسير ألا يطول ترقبهم كثيراً.
ومنذ وصول سلطان الخير إلى درة تاج المدن السعودية الثلاثاء المنصرم وأبها والناس والمطر والربيع يعيشون أفراحاً اسئثنائية ويجددون أفراحهم السنوية الخاصة باستقبال أحد عشاق عسير القدامى، وفي كل خطوة مباركة يخطوها الأمير سلطان يجد أن ابن أخيه البار الأمير الفنان خالد الفيصل قد وضع لمسات فنه وإبداعه على الدرة الثمينة المصونة أبها وجعل منها محط أنظار السياح الهاربين من لهيب المدن المصطخبة وأزيز المصانع وانكتام الأنفاس، ولأمير منطقة عسير فضلٌ وسبقٌ ودعمٌ وزيادة وريادة على مشروع السياحة الوطنية حتى غدت بفضله إستراتيجية دول يُعول عليها الكثير لاسيما في أبها التي لو لم تكن كذلكَ لتمناها الجميع أن تكون.
وكان الفنان خالد الفيصل سيد الكلمات ومغوارها قد حلق بعواطفه الشجية آخذاً الجميع إلى أعذب فضاءاتٍ يدسها وراء كلماته وبين حروفه فقال مرحباً بالأمير سلطان " أنت سلطان .. واسمكَ سلطان .. ولنخوتكَ ولابتسامتك سلطان .. ولرضاك وغضبك سلطان .. ولهيبتكَ في تواضعك سلطان .. فعش للمجد سلطان .. الخير يجري في ركابك نهراً يتدفق بالرواء .. ورعايتك لجائزة أبها تأصيل أسمى ضروب الوفاء .. وتتجدد أعياد عسير بقدومكَ» نعم بهذه الكلمات المضيئات استقبل سمو الأمير سلطان الذي ملأ حضوره القلوب حبوراً فتصاعدت وتيرة المشاعر والأحاسيس وذابت الفوارق الشكلية بين الناس الذين يعشقون الروح منزهة عن كل بهارج المظاهر.
كم تسعد الخلائق بما يتعلق على لسان سلطان الخير مما يخرج مستقيماً من قلبه الحاني إلى سدة الفضاء فرغم الأميال التي تفصل بينه وبين مواطنيه إلا أنه يحس بهم فهم قريبون إليه، ولطالما قرأ سموه آلام شعبه فأوجعه وجعهم وتمنى لو أنه في ظلال النافذة طيف شبح يبدد في ليلهم الطويل وحدتهم، وها قد أتى لقاء سيدي سلطان بأهالي أبها على مائدته العامرة مجسداً لمعاني التواصل والترابط والتلاحم والتلاقي بين القيادة والشعب وبين الراعي والرعية في غير ما حجاب ولا ستر ولا أبوابٍ موصدة حيث تبادل سموه الكلمات بعفوية وأريحية سمحة مع أهالي البلدة وهو يتناول طعامه معهم ولم ينفرد بنفسهِ في حجابٍ مستور بل عايش واقع الناس وقرأ في عيونهم ماذا يريدون، نعم إنها سياسة الباب المفتوح التي تربت عليها أسرة سليل الملوك عبد العزيز طيب الله ثراه وما من أحد من أبنائه البررة الذين حملوا على أعناقهم الأمانة تراه يغلق الباب في وجه محتاج أو يرد ضعيفاً أو يصد سائلاً عن حاجة أو طالباً لرد مظلمة، وهكذا الديدن الذي سارت عليه الأسرة المالكة الكريمة مما جعل الشعب الوفي يبادلها حباً بحب وولاءً بولاء.
وقد كان تشريف سمو النائب الثاني لفعاليات ملتقى أبها 1424 وافتتاحه معرض القوات المسلحة الرابع بمنطقة عسير ورعايته لجائزة أبها لهذا العام امتداداً لما يقدمه لمنطقة عسير من دعم سموه المتواصل للحركة الفكرية والثقافية وتشجيعه للحركة التنموية والسياحية بالمنطقة، ولا أنسى أن أنوه بما عاشه الناس في احتفالية جائزة أبها السنوية بدورتها الثلاثين ورأوا كيف عُومل والد الإرهابي المعتقل ظافر ذاكَ الابن الذي أضاع دموعه فوق أسلاكٍ سرقت في ظلام ليل طفولته وبذور وطنيته حيث نال والده وأسرته جائزة الخدمة الأهلية الوطنية، وهذا حدثٌ ينبغي ألا يمر مرور الكرام حيث قال عبد الرحمن المقر الشهري والد ظافر المتهم في تفجيرات الرياض والذي تعقب آثار ابنه حتى استطاع القبض عليه وتسليمه للجهات الأمنية " منحي هذا التكريم أراه فائضاً على ما تيقنا بصوابه ونحن نشعر بقيمة الأمن واستقرار البلاد وهذا ما جعلنا ننضم مباشرة لجهد رجال الأمن في ملاحقة ابني ظافر إلى أن وفقنا الله بتسليم نفسه وتجنيبها خطورة التورط في دائرة الهروب عن طائلة القانون.
وهذه في ظننا وثيقة ينبغي أن نتكرم بها على أمم وحكومات تدعي الملائكية في المعاملة مع شعبها ورعاياها فما حدث من ظافر الشهري لو حدث في دولة أخرى لأبيدت أسرته عن بكرة أبيها، لكن في هذه البلاد وبسماحة دينها وكرم أهلها وأصالة ولاة أمرها يُكرَّم الوالد الذي وقف إلى جانب الحق والقانون ويُساق الابن إلى حيث العدالة ويُفسح الطريق للشرع ليجري مجراه الطبيعي.
يطيب لي في هذا المقام أن أبعث بتحياتي معبقة بأريج الحب والمودة لأهل أبها ومن في حوزتهم من المصطافين والسائحين الذين ارتووا من نفحات سمو الأمير سلطان كما نعموا بأيام الربيع الضاحكة في أبها، كما أبعث بكلماتي التي انساقت مذعنة طائعة إليكَ سيدي سلطان البهاء وأنتَ مكللٌ بالبرد ففي صدركَ رحابة ولقلبكَ أجنحة تنظر بأحلامكَ إلى ما وراء الطبيعة، وأنا أعشق بريق اللحظات التي تخلق نفسها لأجدني أطوف مع صورة لكَ نسجتها في ميدان خيالاتي خيطاً بعد خيط وأمنية وراء أمنية، فها أنت يا سيدي سلطان ركبت خيلاً بلا سرج ولا لجام وانطلقت كالزوبعة نحو أفق لا يستلين فكيف أخون عهدي مع نفسي ألا أكلم اليوم إنسياً، أردتُ لنهاري أن يتباهى بكَ يا سلطان وأنتَ متوج فوق عرش النقاء تنام بين النسائم اللطاف فليتني كنت نسيماً يهف عليكَ نفساً شفيفاً نفساً حفيفاً كي تستيقظ وردة يانعة كما أنتَ تتفتح وتهدي رحيقها لضوء الصبا الأول، وستبقى سلطان سيد الجود على شفق المكرمات قوساً قزحياً بكل ألوان الجمال يلم الأرض من أطرافها تعود بنا إلى شواطئ الروح لتأخذنا إلى سماء المطر مما تشتاقه قلوبنا العطشى وبما تهطل به عطاياكَ المجيدات.

(*) عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
الرياض - فاكس 014803452

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved