*الرياض حوار سعود الهذلي:
أكد الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي مدير عام الإدارة العامة للتربية والتعليم «بنين» على ضرورة ايجاد نقطة التقاء للموازنة بين التعليم الجامعي والتعليم الثانوي. وقال إنهم في الوزارة يسعون لاعطاء الطالب الجرعات الأساسية والأولى التي تعينه لاستكمال ما انقطع من مسيرة تعليمه بالثانوي في مسيرته الجامعية.
جاء ذلك خلال لقاء أجرته «الجزيرة» مع د. المعيلي تضمن حواراً تعليمياً هادفاً حيث قال رداً على سؤالنا عن أن خريجي المرحلة الثانوية يواجهون الصعوبات أثناء التحاقهم بالجامعات بسبب عدم استيعابهم لبعض المواد الهامة مثل الإنجليزي واللغة العربية والرياضيات وغيرها.
قال الدكتور/ المعيلي: في هذا الجانب نحن كوزارة لا نقوم بإعداد طالب متخصص في مجال معين ولكن نعطي الطالب الجرعات الأولى والأساسية واعتقد أن ما تحدثت عنه لا يواجه كل الطلاب ويقتصر على بعض الطلاب الذين يضطرون للتسجيل في الجامعات أو بالأصح في كليات لا تتفق مع ميولهم أو رغباتهم لذلك يحدث مثل ما ذكرت من مواجهات لبعض الصعوبات في المناهج أو اللغة كما أعزي ذلك لعدم تجاوب الطالب مع الأستاذ في الكلية والذي يدرسه علوماً بدون رغبة لأنها خارجة عن التخصصات التي يرغبها الطالب والذي يجد نفسه مضطراً لترك ما يرغبه بسبب الدرجات التي لا تؤهله لتحقيق ذلك ومن هنا تكمن نقطة الاختلاف.
وعن سؤال «الجزيرة» من أن هيئات التدريس بجامعاتنا يضعون اللوم على مدرسي ومعلمي المراحل الدراسية السابقة خاصة المرحلة الثانوية بأنهم لم يحسنوا إعداد الطلاب جيداً للمرحلة الجامعية يقول الدكتور المعيلي: يجب ألا نرمي الاتهامات جزافاً على البعض، فنحن نعد طالباً وهذا من أوليات اهتماماتنا.
والتعليم العالي يجب أن ينظر إلى المناهج الجامعية واضعاً في الاعتبار الصف الأول الجامعي بحيث يتيح للنظام الجامعي تهيئة الطالب في عامه الأول وهذه مسؤولية الجامعة أكثر مما هي مسؤولية المراحل الدراسية غير الجامعية وحبذا لو كان هناك نقطة التقاء للموازنة بين التعليم الجامعي والتعليم الثانوي عموماً.
وعن سؤالنا عن أن هناك المدرس المنضبط الذي يكون غالباً ضحية المدرس المهمل حيث يقوم الأول بسد فراغ المدرس الغائب وذلك على حساب راحته كيف يتم القضاء على مثل هذه الظاهرة؟.
يقول الدكتور المعيلي: دائماً نحن نسعى لأن يكون في العمل التعليمي تعاون بين المعلمين ويجب أن يملأ الفراغ أو الفوضى والذي يتكرر غيابه بدون أسباب منطقية فيطبق عليه النظام والذي ينص على الفصل في حالة الغياب«15» يوماً متواصلة أو «30» يوماً منفصلة ولكن أوكد بأن هذه الحالات قليلة ونادرة.
عن استفسارنا بأن مدرس التربية الرياضية لا يتابع الطلاب أثناء أداء حصة التربية الرياضية مما يجعل الطلاب بدون موجه في هذه الحصة الهامة.. يقول الدكتور المعيلي: هذا صحيح ولا ننكره وقد تلاحظ أن بعض المدرسين في التربية الرياضية يترك الطلاب يمارسون نشاطهم بأنفسهم ولكن هذا يشكل ظاهرة لأن نسبة المعلمين الذين لا يتقيدون بالمتابعة نسبة جداً قليلة ونحن نقوم بتوجيهاتهم لأنه من باب الواجب والأمانة يجب أن يكون المعلم قريباً من طلابه.
وعن معاقبة الطلاب بالضرب والذي بالرغم من التحذيرات المتكررة الصادرة عن الوزارة إلا أن هناك من يمارس هذا العقاب.. يقول الدكتور المعيلي: هناك بالفعل بعض المدرسين يعاقبون طلابهم بالضرب رغم التعليمات المانعة لهذا الأسلوب وهناك توجيه لهؤلاء المدرسين في البداية ثم لفت نظرهم إذا تكرر منهم ذلك أما إذا تمادى المعلم في الضرب فيتم تحويله إلى عمل إداري بعيداً عن الفصل الدراسي.
وعلى الاتجاه المعاكس هناك بعض المدرسين يتعرضون للضرب والتهديد وتحطيم زجاج سياراتهم خاصة بعد ظهور النتائج هل هناك أي نوع من الحماية لهؤلاء المعلمين من بعض الطلاب الذين يقومون بذلك؟
يقول الدكتور المعيلي: في رأيي الشخصي أن الحماية مفترض أن تأتي من المعلم نفسه وذلك بخلق جسور إنسانية بينه وبين الطالب وأن يشعره بالإخاء والمحبة، وعن كثرة الواجبات المنزلية وتذمر أولياء أمور الطلاب من هذا الكم الذي يرهق أبناءهم يقول الدكتور المعيلي: نحن دائماً حريصون على الا يكلف المعلم الطالب بقدر كبير من الواجبات المنزلية لما لها من انعكاسات سيئة على نفسيات الطلاب وسبق أن عممنا للمدارس في هذا الخصوص ولكن وبصراحة هناك بعض المدرسين يحبذ كثرة الواجبات باعتبارها عقاباً لهم وهذا خطأ تربوي بدون شك.
وعن غياب المعلمين بمنطقة الرياض يقول الدكتور المعيلي: نحن بصدد إنشاء مثل هذا النادي الاجتماعي الثقافي الرياضي ونحاول تنفيذه في القريب العاجل لجميع منسوبي التعليم سواء أكانوا المتقاعدين أو على رأس العمل وهذه الفكرة جيدة لما لها من مردود كبير في جمع شمل معلمي المنطقة.
وسألنا الدكتور المعيلي: عن كثافة المدارس في بعض الأحياء وشحها في بعض الأحياء الأخرى يقول الدكتور المعيلي: توزيع المدارس يتم عن طريق لجنة تقويم بدراسة المواقع والأحياء من حيث الكثافة السكانية وكل حي يأخذ العدد المناسب له من المدارس ولا يوجد حي يأخذ أكثر من حي آخر والمشكلة في أن بعض المواطنين يريدون أن تكون المدرسة قريبة منهم لذلك يحدث التذمر.
وعن الاستفادة من المكتبات المدرسية للطالب والمعلم وكيفية استحداث كتب جديدة تنال رغبات المطلعين يقول الدكتور المعيلي: ضاحكاً.. هذه المكتبات ضحية فلازالت حتى الان تلاقي الجفاء والإحجام من الجميع رغم تجهيزها بأحدث الوسائل وتزويدها بأفضل الكتب العلمية والأدبية والاجتماعية والثقافية ولكن المشكلة تكمن في عدم تعود الأبناء على حب القراءة والإطلاع لذلك نجد هذه المكتبات لا تجد اهتمامات طلابنا.
وعن نقص المقررات مع بداية العام الدراسي في بعض المدارس الواقعة خارج المدينة في القرى النائية يقول الدكتور المعيلي: هذا غير صحيح لا سيما في وقتنا الراهن حيث أصبحنا نوزع الكتب بفترة كافية قبل بداية العام الدراسي ولم يسجل أي نقص في الكتب والمقررات خلال السنوات الأخيرة الماضية وخاصة هذا العام الذي شهد تدفقاً في هذه المقررات والكتب المدرسية وعن لقاءات الإشراف التربوي في المدارس ودوره في رفع مستوى أداء العاملين في قطاع التعليم يقول الدكتور المعيلي: الإشراف التربوي أصبح الآن ركيزة أساسية من ركائز التعليم في المملكة والمشرف التربوي بمثابة مدير تعليم إذ إنه يوجه ويقيم المدرسة بمن فيها من العاملين مديراً كان أو معلماً كما أنه يتابع ويقيم المادة الدراسية والإشراف التربوي يخدم التطوير التربوي والتعليم ويجب على المشرفين الخروج عن الإطار القديم وذلك من أجل التطور المنشود .
وعن نتائج الاختبارات كيف ترونها هذا العام في الثانوية العامة يقول الدكتور المعيلي: نسبة النجاح هذا العام هي أفضل بكثير من العام الماضي ولله الحمد.
وهذا مرده أن الأسئلة وضعت متوافقة مع قدرات الطلاب في جميع المستويات.
|