* الرياض - صالح الفالح:
تحتفل سفارة جمهورية مصر العربية بالرياض مساء اليوم «الاربعاء» بذكرى اليوم الوطني للجمهورية الذي يوافق الثالث والعشرين من شهر يوليو لعام 1952م وبهذه المناسبة يقيم سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة العربية السعودية محمد رفيق خليل حفل استقبال كبير بمنزله بحي السفارات بالرياض احتفاءً بهذه الذكرى الوطنية التاريخية والمهمة.
وقد وجه السفير المصري رقاع الدعوة إلى كبار المسؤولين والشخصيات والسفراء المعتمدين لدى المملكة.. ورجال الإعلام والصحافة للحضور والمشاركة في هذه المناسبة المهمة والذكرى التاريخية لجمهورية مصر العربية.. وقد اعرب سفير جمهورية مصر العربية محمد رفيق خليل عن سعادته وسروره باحتفال بلاده بذكرى اليوم الوطني.
وعد في حديث خص به الجزيرة المناسبة بانها من المناسبات المهمة التي نستذكر فيها جميعاً تلك الحقبة الزمنية المهمة ليس في حياة وتاريخ مصر والامة العربية فحسب بل في حياة معظم دول العالم الثالث على امتدادها في قارات العالم المختلفة.
واكد ان بلاده قد شهدت خطوات ومشروعات قومية كبرى كان لها الاثر الفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية منها مشروعات الإصلاح الزراعي، وبناء المجمعات الصناعية الضخمة، وتأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، وبدء ارسال التلفزيون المصري، وتطبيق التأمينات الاجتماعية، وبناء الصروح التعليمية، ومجانية التعليم التي فتحت الباب واسعاً امام جميع ابناء الشعب المصري للمشاركة في بناء نهضة علمية وتعليمية غير مسبوقة في التاريخ المصري المعاصر.
مضيفاً اما على الصعيد العربي فقد كانت الدائرة العربية هي اهم الدوائر التي اهتمت بها السياسة الخارجية لثورة يوليو وأوثقها ارتباطاً بمصر من منطلق ان عروبة مصر ليست مسألة سياسية أو تكتيكية وانما قدر ووجود وحياة امة واحدة.. واعتبرت ان قضية فلسطين قضية مصرية وعربية ولعبت دوراً بارزاً ومستمراً في عرض القضية الفلسطينية امام المحافل الدولية وأيدت على الدوام حقوق الشعب الفلسطيني وحث المجتمع الدولي على القيام بدوره في حل القضية.
وعلى الصعيد الافريقي ودول العالم الثالث اوضح ان لمصر دوراً بارزاً في العمل على تقارب الدول الافريقية وتقرر في مؤتمر اديس ابابا عام 1963م انشاء منظمة الوحدة الافريقية وفتحت باب التعاون وتقديم الخبرة الفنية والدعم العسكري المصري والتدريب لمساندة حركات التحرر الافريقي من كافة اغلال وقيود الاستعمار سواء العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، كما لعبت مصر دورها التاريخي في تأسيس حركة عدم الانحياز مع كل من الهند ويوغسلافيا.
واستمرت جمهورية مصر في مسيرتها الوطنية مع قائد نصر اكتوبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. وتواصلت حلقاتها مع قائد مسيرة التنمية والاستقرار والديمقراطية الرئيس محمد حسني مبارك الذي حمل أمانة المسؤولية في 14 اكتوبر 1981 ليقود مصر في ظروف بالغة الدقة والصعوبة ويوجه سفينتها وسط الامواج والمتغيرات العالمية بحنكة القائد وخبرة الريان.
واشار إلى ان اولى خطواته تحقيق المصالحة الوطنية وتأليف القلوب وحشدها لتدعيم الاستقرار والسلام والتنمية.. واكمل مسيرة السلام حتى استردت مصر كامل ترابطها الوطني في سيناء بإعادة طابا كاملة إلى حضن الوطن الام على 1989 كما خاضت مصر بقيادة الرئيس مبارك حرباً ضروساً ضد الارهاب، فكان اول من حذر من خطورة الارهاب على المجتمع الدولي بأسره حيث دعا في 28 يناير 1986 أمام مؤتمر ستراسبورج إلى عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة للعمل على اجتثاث جذور هذا الخطر الداهم، وازالة اسبابه الاساسية مشيراً إلى ان كل ذلك في خط متواز في العمل من أجل التنمية المتواصلة التي اصبحت اهم السمات التي تميز بها عهد الرئيس مبارك بعد اعادة بناء البنية الاساسية بالكامل وتنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي وتنفيذ اربع خطط خمسية متوالية لمدة عشرين عاماً متصلة لأول مرة في تاريخ مصر لافتاً إلى انه تحقق من خلال تلك الخطط انجازات عديدة في كافة مجالات التنمية تمثل رصيداً ضخماً لثروة مصر المادية والبشرية وتصنع اساساً راسخاً لانطلاق التحديث والتنمية وتحقيق نهضة شاملة في مجالات البنية الاساسية من طرق ونقل واتصالات وكهرباء والخدمات من صحة وتعليم والقطاعات الانتاجية من زراعة وصناعة والمدن والمجتمعات الجديدة مؤكداً ان مصر دخلت في عهد الرئيس مبارك عصر المشروعات القومية الكبرى وعلى رأسها مشروع تنمية جنوب الوادي الذي ينتظر ان يضيف اكثر من نصف مليون فدان إلى الرقعة الزراعية ثم مشروع تنمية شمال سيناء الذي يتيح زراعة 400 ألف فدان بواسطة المياه الجارية في ترعة السلام بعد ان عبرت قناة السويس ثم يأتي مشروع استصلاح 220 ألف فدان غرب قناة السويس ومشروع شرق العوينات الذي يعتمد على استخدام المياه الجوفية الكامنة لري 200 ألف فدان في المرحلة.. كل ذلك إلى جانب مشروعات خاصة بإقامة مناطق صناعية كبرى في شرق بور سعيد وفي خليج السويس.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية رأى السفير المصري ان عهد السيد الرئيس حسني مبارك تميز بمجموعة من القيم اهمها المصداقية في التعامل والشفافية والوضوح في الغايات والاهداف.. الذي دعا منذ توليه المسؤولية إلى استعادة التضامن العربي من منطلق خطورة التطورات التي يشهدها العالم وضراوة التحديات التي تواجهها الامة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.. ووصلت العلاقات المصرية العربية إلى مرحلة غير مسبوقة من التفاهم والتنسيق والعمل العربي المشترك.
وتطرق السفير المصري في معرض حديثه إلى العلاقات السعودية المصرية وأكد ان العلاقات المصرية السعودية لها أهمية خاصة في مجمل تلك العلاقات العربية العربية مشيراً إلى حرص الرئيس حسني مبارك واخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على ان تكون العلاقات المصرية السعودية سنداً قوياً لنصرة جميع القضايا العربية والمصالح المشتركة بين دول العالم العربي.. حتى صار للتنسيق المصري السعودي اعتباره الكبير الساحتين الإقليمية والدولية.
وتقدم السفير المصري في ختام حديثه بخالص التهاني للقيادة المصرية والشعب المصري.. وكل الشكر والتقدير للقيادة السعودية والشعب السعودي الشقيق منوهاً بما تحظى به العلاقات المصرية السعودية من اهتمام وتقدير وعلى ماتحظى به ايضاً الجالية المصرية العاملة بالمملكة من رعاية كافة المسؤولين السعوديين بما يؤكد على عمق روابط الدم والقربى بين الشعبين الشقيقين منذ القدم.
|