مضت خمسة أعوام على انطلاقة مهرجان أبها المسرحي.. تنقل خلالها من مهرجان إلى ملتقى إلى أسبوع..
نحن نعرف أن الأشياء تنمو في الغالب بمرور الوقت.. لكن هذا «المهرجان الملتقى الأسبوع» يتضاءل عاماً بعد عام. وذلك رغم تخصيص أربع جوائز من حفل مفتاحة الكبير الذي يشرفه ويتابع كل تفاصيله سنوياً صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ألا يكفي وجود هذه الجوائز الهامة وهذا الاسم الرائع لكي نهتم قليلاً بتفاصيل هذا المهرجان لكي نجعله الأروع والأجمل لكي تتنافس الفرق المسرحية على المشاركة به.. وليس الاعتذار عنه.. كما يحصل الآن..
حسنا دعونا ندخل قليلاً في التفاصيل لكي نعرف بالتحديد ماذا ينقص هذا المهرجان..
أولاً: اعتراف الأمانة العامة للتنشيط السياحي بهذه الفعالية وأهميتها للتنشيط السياحي وللمسرح السعودي.. لأن اعتبارها عبء على برنامج التنشيط ادى بها إلى هذا الترهل وجعلها كأنما تقام في مدينة أخرى غير أبها ..
ولعل عدم حضور أي مسؤول من الأمانة العامة أو حتى من الإدارات الحكومية يوضح مدى الاهتمام الكبير بها!!!!
ثانياً: عدم صلاحية مسرح إدارة التعليم للاستخدام المسرحي فهو يفتقد موقعاً وخشبة لكل مقومات العرض المسرحي.. حتى وان كانت صالته فاخرة.
الموقع لا يعرفه كثير من المصطافين لأنه منزو وبعيد ولا توجد لوحات إرشادية توضح موقعه.
وخشبة المسرح عالية جدا بحيث لا تتاح للصفوف الأمامية رؤية صحيحة والإضاءة لا تعمل كما يجب وتم هذا العام زيادة جديدة وغريبة فجهاز الصوت عاطل عن العمل وعلى الفرق تدبير أنفسها.
وهنالك الكثير من العوائق والعقبات التي صادفت كل الفرق المسرحية التي قدمت عروضها على هذا المسرح من قبل المسؤولين عن هذا المسرح على اعتبار ان المسرح عهدة. ويجب المحافظة عليه بطريقة لا مساس. ويبدو لي ان إدارة التعليم لا ترغب في استضافة هذه الفعالية ولكنها مجبرة عليها .. وهذا الأمر معروف وواضح وشهدناه جميعا منذ سنوات وبالتحديد من الدورة الثانية.. وحتى تاريخه..!!
ثالثاً: الفراغ الإعلامي والدعائي الذي يعيشه المهرجان وكأنه يقام في مكان ليس به تلفزيون وصحيفة محسوبة على المنطقة ومكاتب صحف يومية ولولا بادرة الجزيرة الرائعة بتخصيص صفحة يومية لما عرف الناس بهذا المهرجان.
رابعاً: الطريقة الغريبة في استضافة الفرق المسرحية.. وهي استضافة بطريقة «تجملنا عليكم» احضر وقدم عرضك وغادر وهي طريقة مبتكرة لأن كل المهرجانات والملتقيات وحتى الأسابيع المسرحية في جميع دول العالم تقام بطريقة التجمع حتى تتحقق الفوائد من تلك الفعالية.
ومن أبسط حقوق هذه الفرق المسرحية وهي تقدم للتنشيط عروضاً مجانية لا تأخذ مقابل لها ان يتم استضافتها وتوفير مستلزماتها طوال فترة الفعالية.
هل هذه الأمور عسيرة وصعبة ولا يمكن تجاوزها لإعطاء هذا المهرجان تميز أبها الذي يحرص عليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. أليس هو من قال لا عسير في عسير..
إني على ثقة من قدرة الدكتور محمد العضاضي الأمين العام للتنشيط السياحي على تفعيل هذا المهرجان ودعمه.. بالصورة المناسبة.. بما يحقق طموحات أمير الشعر والحرف والفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. والى الملتقى في مهرجان أبها المسرحي السادس الذي سيكون بعون الله أجمل وأثمر وأفضل ..
*عضو مؤسس لورشة العمل المسرحي بالطائف
|