ترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في الأسبوع المنصرم أكبر وفد وزاري سعودي إلى اليمن تشكل من 17 وزيراً للبحث في كافة القضايا المتصلة بالتعاون بين اليمن والسعودية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والرياضية وجاءت الزيارة في إطار دورة اجتماعات الدورة 15 لمجلس التنسيق السعودي اليمني.
واختتمت الزيارة ببيان مشترك تضمن التوقيع عن سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون المستقبلي في مختلف المجالات بين البلدين.
من المؤكد ان هذه الزيارة وما تبعها من اتفاقيات تؤكد على حرص السياسة السعودية على تعزيز علاقتها بدول الجوار، وحرص منبعه إدراك الأثر الإيجابي للعلاقة الطيبة بين الطرفين، وإذا كانت بعض الصحف السعودية ومعظم الصحافة اليمنية قد أشارت إلى فرحة الشارع اليمني بدخول العلاقات السعودية اليمنية حواراً جديداً يمثل تتويجاً للعلاقة التي أخذت تنشط وتنمو خلال السنوات الثلاث الماضية خاصة بعد توقيع معاهدة جدة الحدودية بين الطرفين في عام 2000م، فما لا شك فيه ان الشارع السعودي لا يقل فرحة عن شقيقته اليمن فترسية العلاقات الطيبة مع دولة شقيقة مجاورة هو ما يسعد كل مواطن سعودي، ومن خلفه القيادة السعودية، فاليمن دولة الجوار في الجنوب ارتبطت مع المملكة بالرغم من بعض سنوات الخلاف والقطيعة بروابط أخوية فهناك تاريخ مشترك ووشائج قربى وعادات وتقاليد متقاربة وأهداف واحدة.
وتمثل الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين على تفعيل الآلية الاقتصادية والتجارية والتعليمية بين الطرفين، ولعلي أشير إلى قيمة الاتفاقية التي وقعت بين دارة الملك عبدالعزيز بالرياض والمركز الوطني للوثائق بصنعاء، والتي مما لا شك فيه سوف تفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين من البلدين، فاليمن ما زالت بلداً بكراً للدراسات التاريخية، فقد ظل تاريخ اليمن إلى وقت قريب مرهوناً ببعض الدراسات التي قام بها بعض الباحثين العرب من دول عربية. وعلى الرغم من قيمة كتاباتهم واجتهاداتهم الا ان هذه الكتابات أو الدراسات لا تخلو من بعض الأخطاء التي فرضها البعد عن المنطقة وما يعنيه من عدم فهم بعض الأحداث والأسماء والأماكن لتبقى حقيقة ان أبناء أي منطقة هم وحدهم القادرون على كتابة تاريخ بلادهم أكثر من غيرهم، حقيقة مقبولة إلى حد بعيد وان استطاع بعض الباحثين تجاوزها بصدور دراسات لهم عن بلاد بعيدة عنهم وجاءت دراساتهم متميزة. وللكتابة تجربة في دراسة جزئية من تاريخ اليمن في فترة تاريخية محددة، وأقول بحق ان تلك التجربة أثرت معلوماتي التاريخية، وقد حاولت فيها جاهدة ان أتخطى ما قد يلحق بها من ملاحظات كوني من غير أبناء المنطقة، ولعل ما ساعدني هم الإخوة اليمنيون أنفسهم الذين أمدوني بمعلومات كثيرة وزودوني بعدد من الوثائق وساعدوني في فهم بعض الأحداث وصحة كتابة الأسماء وحتى نطقها بشكل صحيح سواء أسماء الأشخاص أو الأماكن، حتى قدمت ما شعرت انه يمثل طموحي ورضائي.
هي دعوة للباحثين السعوديين لتوجيه بعض دراساتهم لهذا البلد الشقيق، فما يعزز استكمال المعرفة التاريخية هو محاولة الانطلاق بين فينة وأخرى خارج حدود التاريخ المحلي.
|