سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير دائماً وبعد..
قرأت في عدد الجزيرة رقم 11241 اليوم الأربعاء 9-5-1424هـ موضوعاً مهماً جداً للأخ عبدالرحمن محمد السلمان من روضة سدير تحت عنوان: اللائمة تقع على بعض المديرين، يا وزارة التربية هذا ندائي فهلا استجبتِ؟
وكان يعلق على ما سبق للجزيرة أن نشرته في العدد 11236 اليوم الجمعة 4-5-1424هـ والذي جاء فيه كيف يتم زرع الفكر المنحرف في عقول شبانا وهم ما زالوا صغاراً وكيف يكون التأثير فيهم وقلب مفاهيمهم التي تربوا عليها وهي نهج السلف الصالح ووسطية هذا الدين الحنيف؟ وقد ذكر الأخ عبدالرحمن بعض طرقهم لزرع هذا الفكر المنحرف.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل الوزارة أو الإدارات التعليمية الممثلة للوزارة لا تعلم عن ذلك شيئاً؟
ولكني أخشى ما أخشاه أن تكون هناك أسباب أخرى ومنها: - قول الوزارة للمسؤولين في إدارات التعليم ما يصدر من الوزارة ليس قرآناً منزلاً، فتركت الإدارات التعليمية الحبل على الغارب لمديري المدارس وللمشرفين على الأنشطة الطلابية.
- عدم اهتمام البعض بما يجري في الميدان إما خوفاً أو عدم اهتمام أو عدم شعور بخطورة ما يجري. لقد لفت نظري أيضاً في مقال الأخ عبدالرحمن قوله: «وإننا لنعجب كيف لم يفطن لهذا الخلل الكبير وكيف تستغل الثقة».
والجواب على ذلك أن الكثير من المخلصين سبق لهم أن كتبوا على صفحات الجرائد ومنها الجزيرة ونبهوا المسؤولين على خطورة هذه الأساليب ومنهم الأستاذ حماد السالمي الذي كتب كثيراً عن هذه الفئات وخاصة موضوع الأناشيد والأشرطة التي يرددها الطلاب في جميع مناسبات المدارس ونبه لخطورة ذلك. ولكن الأمر استمر وكأن الأمر لا يعني وزارة التربية والتعليم. كما كتب البعض عن الأنشطة الطلابية وما يدور فيها وخطورة ذلك وعن تهاون الكثير من المدارس عند أداء تحية العلم.
وإذا كان مناهجنا لا تخرج متطرفين فماذا عملت الوزارة تجاه من يستغلون الدروس في مواضيع بعيدة كل البعد عن المادة، أو يستغلون الأنشطة لإلقاء القصائد الشعرية المهيجة للمشاعر ولشعراء لا نعرفهم أو لهم مواقف معادية للوطن أو أشعار قيلت في مناسبات لا تمت لنا بصلة. ثم توزيع الكتيبات والأشرطة المحرضة وغالباً ليس منها أشرطة هيئة كبار العلماء. والسكوت على ذلك رغم علم المسؤولين هل نحتاج إلى هزات أخرى لا سمح الله حتى نصحو لما يدور في مدارسنا من هذه الفئات؟ لماذا لا نعمل كما عملت دولة مصر في محاربة هذه الأفكار ومروجيها؟ فقامت بمراجعة ملفات كل المعلمين فأبعدت من التعليم هذه الفئات وأحالتهم إلى وظائف إدارية.
إن الكثير من هؤلاء المعلمين وغيرهم يتسابقون على التطوع للعمل في المراكز الصيفية، لماذا؟ هل تنبهت الوزارة لذلك؟!
وختاماً لا بد لي من الإشارة إلى أنني من المهتمين بالأنشطة الطلابية وهي جزء مهم من المنهج الدراسي ولكن لا بد من المتابعة الجادة للبرامج المقدمة وللقائمين عليها. وللعلم فقط. نشاط التوعية الإسلامية في الوزارة وكذا الأنشطة الطلابية من الأمور التي اهتم بها الأخوان المسلمون وسعوا إلى اقرارها في الوزارة وفي المدارس وأهدافهم في ذلك معروفة.
اسأل الله العون والسداد وأن يجنب وطننا وأمتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وتقبلوا فائق تحياتي.
محمد صالح الداود
الطائف - ص ب 2795
|