قبل أكثر من ثلاثة عقود قدم إلى مدرستنا ( السعودية برياض الخبراء) معلم فلسطيني شاب هو معلمنا القدير الأستاذ محمد شحاته ( أبو حاتم) الذي علمنا معنى الجدية والانضباط.
كان متعدد المواهب والقدرات إذ درسنا - صفوف أولية- (صف ثانٍ) وما تزال بصماته وأثره التربوي وطريقته راسخة في الذهن إذ انني درست في سنوات ماضية - صفوف أولية - لغة عربية وعلوم. وكنت أشعر أنني متأثر به وبطريقته.. وقد عرفنا كراس الخط في الصف السادس قبل إقراره رسمياً عن طريقه - وعلمنا الاملاء وخاصة رسم الهمزة بأسلوب سهل «طريقة» أما مادة العلوم مع أبي حاتم آنذاك فكانت أحب إلينا من البدنية إذ حولها إلى تجارب حتى في المساء. كان يحضرنا للمدرسة لعمل التجارب.
وعملت المدرسة حفلاً ختامياً ولاتزال الذاكرة تحمل شيئاً عن أبي حاتم..
أما سيارته الصغيرة «فلكس واجن» فكنا نركبها عند ذهابنا للمدرسة. هذا وعندما نقل من رياض الخبراء إلى الزلفي عمت سحابة حزن علينا لفراق معلمنا وتابعنا أخباره حتى استقر بالرياض، ودارت عجلة الحياة ونقل إلينا نبأ وفاته، بعد حياة حافلة بالكفاح بدأها بالعمل التربوي وأنهاها بالأعمال الحرة فرحم الله معلمنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وعبر «الجزيرة» نتقدم إلى ابنيه د. حاتم شحاته ووالدتهما وبنات الفقيد بأحر التعازي وصادق المواساة وعزاؤنا بقول الحق تبارك وتعالى {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍالمّوًتٌ} وقوله تعالى {كٍلٍَ مّنً عّلّيًهّا فّانُ (26) وّيّبًقّى" وّجًهٍ رّبٌَكّ ذٍو الجّلالٌ وّالإكًرّامٌ } و {انا لله وانا اليه راجعون}.
|