عندما يجتاحنا ظلام الليل الطويل وتبدأ الذكريات السعيدة بشريطها المعتاد.. تشعر النفس بأهازيج الاطمئنان وتباريح الذكريات وكذلك يبدأ انسياب مشاعر الوجدان الصافية المحملة بقلوب الصدق والنقاء..! ولكن هناك شعوراً مختلفاً في هذه اللحظات إنها لحظات سعيدة.. جميلة ولكن عندما تصل إلى النهاية المحتومة تكون تعيسة بل وكئيبة.. فماذا عساي أن أكتب وماذا يمكن لحروفي أن تسطر على أوراق بيضاء ولكن أملها أن تنطق بحروف الوداع وبكلمات الفراق الموجعة.. إنها ستلوِّن وتسطر بل ستجمِّل هذه الورقة بداية بتلك الجملة.. وداعاً أيتها المرحلة المتوسطة..!! نعم وداعاً أيتها المرحلة الجميلة التي قضيت فيها أجمل أيامي الدراسية فلقد كانت جميلة حقا بجميع ما احتوته فلن أنسى ذلك اليوم الاول الذي دخلت فيه هناك بل لن أنسى تلك النظرات البريئة التي كنا نستطلعها هنا وهناك ولا نعرف أين مصيرنا؟! ثم بعد أيام تأقلم الجميع مع هذا المكان ومع من فيه.
ثم توالت الأيام والشهور والآن مضت ثلاث سنين لتنطوي بعدذلك صفحة الماضي للمرحلة المتوسطة لتبقى محاطة في القلب بالذكرى الطيبة.. لقد شعرت بعشرة دامت سنين مع هذا المكان ومع من فيه..!! فما أجمل ذلك الشعور الصادق الذي تشعر فيه وأنت ذاهب إلى مكان يجمع فيه صحبة طيبة إحساس لا يمكن لقلمي أن يصفه مع هذه المدرسة ومع تلك المرحلة وعندما مضى العام الأول والثاني كان هناك شعور للفراق ولكن هناك أملاً بالعودة وكذلك اللقاء مرة أخرى مع من نعرفهم ونعزهم ولكن في هذا العام أقصد العام الثالث ظهر لدينا شعور مختلف تماما ففي آخر يوم جلست فيه على مقعد تلك المرحلة كان يخلد بذاكرتي جميع الذكريات السعيدة حتى إنه في اليوم الذي تستلم فيه الطالبات النتائج كان لديّ إحساس غريب وخاصة عندما مددت كفَّ الوداع الذي لالقاء بعده إلا بعد مشيئة الله سبحانه ولكن هذا ما سيحصل ولو بعد سنين فراق الأحباب..!! وبعد هذا اللقاء القصير بدأت أعيد شريط الذكريات.. بداية في الصباح عند الالتقاء الأول وبعد ذلك تلقي العلم إلى أن نصل إلى نهاية الدوام والأمل يحدونا إلى لقاء آخر في يوم قادم بإذن الله ولكن بعد هذا اليوم لن نجتمع مثل اجتماعاتنا السابقة في تلك المدرسة لأننا وصلنا إلى نهاية المشوار..فلن أنسى تلك الذكريات التي جمعتنا هناك إنها جمعتني بأناس وفرقتني عن آخرين ففي كل زاوية وبكل مكان يحمل معه عبق وزهو الماضي السعيد..!! فما هو الشعور وأنت تودع مكاناً عشت فيه أجمل اللحظات.. يذكرك بأعزاء على قلبك بل كيف سينسى القلب والفكر الجلسات الطيبة واجتماع الخير بإذن الله مع أعز الصديقات.. بل والأجمل ما يحمل القلب من محبة واحترام لمن هم أجمل بكثير إنهن مربيات الأجيال ولكن من يستحققن ذلك الاحترام ويغرسن جذور الوفاء والمحبة ويتميزن بدماثة الأخلاق إنهن مربيات حقاً.. يستحققن الشكر والتقدير فالدروع التذكارية أهديت لهن وسجلت محبتهن وأسماؤهن في سجلات القلوب تحت شعار «معلمة فاضلة».فقد عشت لحظات سعيدة مع تلك المرحلة المتوسطة وأعلم أن كلماتي لن تصف شعور الامتنان والوفاء لمن هناك ولكن دعائي لهن بالتوفيق وفي الآخرة الجنان.
همسة وداعية..!!
وداعاً يا محبوبتي.. وداعاً وكلماتي تهتف باسمك وذكراك في قلبي دائمة.. وفي كل زاوية لك في قلبي معنى وألف معنى!! ولكن هذا هو حال الدنيا فراق واجتماع ولكن سيظل مكانك الأبقى والأجمل بقلبي.
وسأبقى أردد شكري وعظيم امتناني لك يا مرحلتي المتوسطة..!!
|