يعمد الكثير من هواة نقد الآخرين الى تصنيف الناس حسب حيثيات يعتقدونها وفلسفة خاصة يؤمنون بها بغض النظر عن كون هذه الأسس التي بنوا عليها تصنيفهم صحيحة أم لا، بل ربما كان الدافع الى تصنيف هذا أو ذاك الحسد أو الكره أو اي شيء آخر سلبي يجعل الطرف الآخر ضمن مجموعة غير مرغوب بها.
بل ربما تجاوز بعضهم إلى اعطاء نفسه أهلية تصنيف العلماء وطلبة العلم بل ورجال السياسة والاقتصاد وغيرهم من المشهورين، المعضل في الأمر أن يكون هذا التصنيف بعيداً كل البعد عن الإنصاف. وصاحب هذا المنهج عادة يتصدر المجالس في الحديث بأسلوب المتفيهق المغرور مفوتاً الفرصة على الحضور في الاستفادة ممن يحمل فكراً نيراً أو علماً شرعياً أو حتى أخباراً ذات أهمية مفيدة.
أخطر ما نواجهه اليوم هو تصنيف طلبة العلم الشرعي حسب مواقفهم من الأحداث الجسام التي تمر بها المملكة، وتظهر هذه التصنيفات بجلاء في منتديات ومواقع الإنترنت، التي أصبحت المتنفس العفن لأصحاب الافكار المسمومة والنظريات الضالة. والمتأمل المنصف لهذا الترف الفكري يحكم عليه بأنه من قيل وقال ومن المراء المذمومين على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم بل ينطبق عليه ذم الله له بصريح القرآن وذم نبيه صلى الله عليه وسلم بصحيح السنة بأنه من الهمز واللمز والسباب والفسوق والغيبة والبهتان.
ان اصحاب هذا المنهج الرديء أعني أصحاب التصنيف الجائر بحاجة الى مراجعة أنفسهم وتصنيف أنفسهم بحيادية، ليجدوا أنهم أقزام أمام من تطاولوا عليهم بدافع الهوى والشيطان.
|