Tuesday 22nd july,2003 11254العدد الثلاثاء 22 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من وحي نقاشهم عن عمل المرأة من وحي نقاشهم عن عمل المرأة
محمد بن عبدالعزيز الموسى/بريدة

وتأتيك (هي) أيها المجتمع المبارك تحمل غصن (الأمل) بعد ان قطعت (بطاقة المتخرج) ومضت تفتش لها عن موقع في خريطتك المكتظة بدوائر العمل.. تأتيك وعلى جبينها تلوح بوارق الفرح.. وعلى أهدابها تسيل ألوان قزح.. تريد ان تتذوق طعم كفاحها كشجرة تتمتع بمنظر الثمر.. ولم تزل تنتفض على ساعدها ملامح العطاء.
من حق المرأة.. أن تبحث لها عن دور بناء.. عن ممارسة مشروعة.. عن انتماء لمهنة ما طالما أن ذلك لا يتعارض مع معطيات شريعتنا الغراء.
ومن حقّها ان تعضّ على أطراف (الوظيفة) وتمسك بتلابيب (العمل) في عصر كثر فيه نكران الرجل واستبداد الظروف وقسوة الزمن وعناد المواقف وتراكم المسؤوليات...
عجبي منكم معشر الرجال عندما تطالبون المرأة بأن تضحي بوظيفتها دونما مسوّغ!.. ألا تدرون بأن هناك رموزاً مشرفة لنساء عاملات.
وكم من (امرأة عاملة) تقف بشموخ امام الظروف لتنفق على بيت يحوي الأيتام.. ليس فيه سوى الأحلام.. لتمارس أروع صور التربية الصالحة والرعاية الكريمة.. وكم من امرأة مكسورة الجناح، معزولة السلاح ليس لها بعد الله تعالى سوى مرتّبها لتصرف على منزل يضم أطفالها مع زوجها العاطل وهو غارق بدخانه منعزل في بيته قد انهكه السهر ونأتْ به رفقة السوء.. واستهوته.. دروب الضياع.
وكم من (امرأة عاملة) تكتب تفاصيل كفاحها رسوما مضيئة في جدران بيتها.. تقتات خيوط (الصبر الجميل).. وتنوء بآهات حرّى لهذا الزمن العاق.. وتداري دمعها الرقراق.. وخدّها المسكون بالشحوب.
وتلومون المرأة عندما تتمسك بعملها وهي تطالع نماذج مبكية في أرض الواقع وترى بيوتاً تضم بين جنباتها (زغب الحواصل لا ماء ولا شجر).. بل وتتأمل قصصاً مؤلمة عن رجال رموا بأحمال المسؤولية لزوجاتهم وركبوا موجات شتى.
فبأي لغة أصوغ مشاعر الحسرة والألم الذي يعتصر قلوب تلك الزوجات البائسات؟ من عمق المأساة أنطلق.. من رنين الجراح أبدأ.. من بيوت ملأى بالأسرار التي تحجبها الأسوار.. فمرحى لنساء حملن المسؤولية.. وقمن بالمطالب في زمن المخالب!
نساء أشعلن قناديل التضحية لتضيء دروب الحياة الصعبة في مركب الأيام..
آه من أنّات ترسل.. وآهات تسكب.. وزفرات تنطلق من صدر زوجة مكلومة.
أيها الرجال: دعوا حواء تصفف مفردات العمل الشريف.. وتمارس دورها الباهر ولن تزاحمكم على مواقع العمل أو تحتل نقاط عطائكم.. بل إن العمل أمان لها من (غدر الزمن) و((تغيّر الرجل) و(تمرّد الظروف)..
قفوا معها وهي تقطع المسافات في رحلة عمل يومي كمعلمة مكافحة يذهب معظم مرتبها أجرة للنقل ووظيفتها تحمل (هوية بند)!! فأي مشقة تلقى.. وأي معاناة تكابد..ومع ذلك تواصل مشوارها عبر مشاعر يمتزج فيها عبق الصبر بنكهة الصمت.. أيتها المرأة.. (أمطري أنّى شئت فسيأتينا خراجك).. نعم سيأتينا عطاؤك المتدفق.. تربيتك الصالحة.. إعدادك الكريم للنشء.. غرسك للمبادىء وما زال الميدان يزهو بصهيلك العذب.. عذراً لا تحرمينا من أريج كفاحك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved