السلام وشارون نقيضان

ذهب الفلسطينيون إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون تسبقهم آمال عريضة بإمكانية إحراز تقدم في ملف الأسرى الأمر الذي من شأنه ترسيخ سلطة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» وتنفيذ خارطة الطريق.
وفي اجتماع عاصف استمر ساعتين كادت تضيع خلاله أية ملامح للأسرى، حاول شارون تحويل الاهتمامات الى ما يسميه الإرهاب مطالباً الوفد الفلسطيني ببذل جهد أكبر في هذا المجال.
ويقصد شارون (وهو الإرهابي العتيد) العمليات التي تنفذها الفصائل الفلسطينية رداً على موجات الإرهاب التي يشنها جيشه، علماً أن الفصائل الفلسطينية، نجحت تماماً في الالتزام بالهدنة.
وقد تضافرت جهود إدارة أبي مازن وقادة الفصائل في تحقيق هدنة استطاعت الصمود طويلاً على الرغم من الاستفزازات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات للمدن وتدمير للمنازل وقتل للناس.
وقد اعتمد رئيس الوزراء الفلسطيني على صمود الهدنة كأشارة على حسن النوايا وهو يدخل المباحثات مع شارون، غير أن هذا الأخير استطاع افراغ المحادثات من مضمونها ما دفع احد الوزراء في الوفد الفلسطيني إلى القول إن الأمر يتطلب تدخلاً أمريكياً لإنقاذ خارطة الطريق وللضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها.
وسيضيع جهد كبير ووقت أكبر اذا تركت واشنطن لشارون وحده تقرير مصير خارطة الطريق، فهو لا يكف عن افساد كل انجاز اذا لم يتفق مع مرئياته المتطرفة.
ففي الوقت الذي ابدى فيه الفلسطينيون بصورة عملية استعدادهم للتقدم في عملية السلام فان شارون يتعمد العودة إلى المواجهات من خلال المماطلة في شأن الأفراج عن الأسرى وهو يعلم ان صمود الهدنة الفلسطينية يعتمد على تلبية مطالب الفصائل بالافراج عن هؤلاء الأسرى.