خرج الى حيز الوجود التقني أيامنا هذه مصطلح تقني جديد تحت اسم «القرصنة الحميدة» تمييزاً له عن ضده.. مصطلح «القرصنة الخبيثة»، وتتمحور القرصة الحميدة حول المكافحة الافتراضية لنقاط الضعف في أنظمة الحواسيب والتي قد تجعلها عرضة للاختراق بسبب القرصة الإنسانية.. ومرة ومرة يتقدم العلم - بفعل الإنسان - خطوة لتتقهقر «الفائدة» المجنية خطوات وخطوات.. وبفعل من..؟! الإنسان ذاته..!!
***
لم تعد الأسرة في العالم العربي كافة هي المؤثر الأول والوحيد في تكوين المواقف وصياغة الاتجاهات الشخصية للأولاد، حتى الشارع - بمفهومه القديم الآمن - لم يعد هو كما كان، فمستجدات هذا العصر أثبتت لنا أن القريب قد يكون أبعد ما يكون بل آخر من يعلم عما يدور في عقول وأذهان جيل الشباب من الجنسين. كذلك فمما أثبتته هذه المستجدات ان السيطرة من خلال المنع فقط لا تختلف بشيء عن فتح الباب «الثقافي» على مصراعيه، وان اختزال العلاج في الركون إلى المنع فقط دون إحداث بديل لما تم منعه يعني ضمن ما يعني الدخول في متاهات الكر والفر الغرائزية على مسارح «الممنوع المتبوع»، ونقل مسرح المواجهة من سطح المجتمع المضيء الى باطن سراديبه المعتمة.
***
مهما بلغت - كماً وكيفاً - مشكلات العرب فهي تحتل الترتيب الثاني لأم مشكلاتهم المتمثلة بعدم قدرتهم على إدارة «الاتصال» الفاعل الذي يمثل مفتاح الحلول لكافة المشكلات، فالعرب مع الأسف لا يجيدون مقومات الاتصال الجيد مع بعضهم الآخر ناهيك عنهم مع «الآخر». إن الاتصال العربي «بلاغي» أكثر منه تبليغي.. بديعي أكثر منه ابداعاً.. ورغم مبناه اللغوي فهو مجرد من معانيه التطبيقية. فاتصال العرب مجرد قول مجرد من قبيل «وتعطلت لغة الكلام.. أقول وقد ناحت بقربي حمامة.. لا تقولي لا فمكتوب على وجهك المشرق نورا نعم.. يقولون ليلى بالعراق مريضة».. وما شابه ذلك من زخرف القول ومزخرف التقول..
|