يتضايق البعض من الإجراءات الإدارية «الاحترازية» التي يتعامل بها عدد من الدوائر الحكومية والأهلية مع المواطنين، باعتبارها أعمالاً روتينية لا تزيد الأمر إلا تعقيداً وتأخيراً، وما درى أولئك البعض أن ذلك جاء انعكاساً لسلوكهم غير الجاد في عدم الوفاء بمتطلبات الخدمة التي تقدم إليهم، حتى وصفوا «المتملص» من أداء مستلزمات الخدمة ب«الذيب» إشارة إلى ذكائه الخارق.
في أي قوم أولئك البعض عندما يكون الذيب «مرجعيتهم» في هذه القضايا.. قضايا العقود والخدمات والاتفاقيات..؟ بالشكل الذي كثرت فيه «ذيابة» البنك العقاري.. الذي مازال يتألم من ضياع أو تأخير حقوقه، كمثال: بائن للعيان.
لقد أفسدت تلك الأعمال «الذيبية» خدمات البنك عن آخرين.. وأول من تضرر هم أبناء وإخوان أولئك «الذيابة» من الجيل اللاحق.
هذا الفعل «الفلهوي» أجبر الجهات المقرضة على أن تتعامل مع الناس بطرق «ذيبية» هي الأخرى.. حتى وصل الأمر بها إلى أن تضع يدها على مدخرات التقاعد للمقترضين.. فليس ثمة «ذيب» أحسن من «ذيب».
هذه «المذايبة».. بين الطرفين المقرض والمقترض.. باتت ثقافة مشتركة تجعل أولئك البعض «والبعض كثير».. بدون ثقة.. شعارها: «إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب».
نحن بحاجة إلى تغيير إطار المعنى.. وتشكيل جديد للمفاهيم.. وإيجاد مرجعيات لا يكون الذيب ولا الثعلب ولا الأسد ولا الصقر من بينها.. مهما كانت الصورة البيانية التي تلعبها مثل هذه الأسماء للاختلال الوظيفي الذي قد ينشأ من هذه المدخلات.
| 
